من يستطيع أن يتوقف عن الضحك إذا ما ظهر ثلاثي أضواء المسرح في مشهد أمامه على التليفزيون.
من يستطيع أن يتوقف عن الضحك إذا ما ظهر في التليفزيون مشهدا للضيف أحمد بجسده النحيل وضحكته الرائقة وحركات وجهه الكوميدية وإفيهاته طويلة العمر، وذلك حتى بعد وفاته بنحو 47 عاما، حيث توفي النجم وهو في عز مجدة سنة 1970، وهو لم يتعد بعد الرابعة والثلاثين من عمره.
بعد رحيل الضيف، حاول الضلعين الآخرين في الثلاثي، سمير غانم وجورج سيدهم، أن يجدا خليفة للضيف، لكنهما فشلا. هذا ما أقره جورج وسمير في حوار لهما نشرته مجلة الكواكب في أواخر سنة 1971.
يقول جورج “لن نبحث عن أحد إن موت الضيف هو موت جزء فني ولا أستطيع أن أزرع غيره، إننا لا نستطيع أن نزرع ضيفا”، بينما قال سمير إن “الفرقة عندنا شيء مختلف عن الفرق الأخرى، فمعظم الفرق تعتمد على بطل كوميدي واحد، لكن فرقتنا تعتمد على اثنين، لا أزن أن هناك ضرورة للبحث عن ثالث. إننا نظلمه، لأننا سنضمه في مجال المقارنة مع الضيف، وإذا كنا نبحث، فنحن نبحث حقيقة عن ثالثة، بمعنى أننا نتمنى أن تظل معنا صفاء أبوالسعود ولا تتركنا حتى لا ندخل صراع البحث من جديد”.
ويضيف جورج “فرقتنا لا تستطيع أن تجد الثالث بسهولة، لقد بدأنا كأول فرقة استعراضية كوميدية، كنا نقدم الأغنية مع الضحكة مع الرقصة مع كل شيء ونجحنا، ثم جاءنا الكساد فترة فلم يكن هناك لنا عمل. كنا مدينين وعملنا في الملاهي والتليفزيون والسينما حتى نسدد ما علينا من ديون ثم قدمنا (حدث في عزبة الورد) ثم (طبيخ الملايكة) وبدأ النقاد يشجعون أعمالنا فقدمنا (الراجل اللي جوز مراته)، وفجأة مات الضيف وكنا مديني بحوالي 9 آلاف جنيه، وأصبح أمامنا خطر الديون وخطر فقدان الضيف ثم كان علينا أن نقابل الجماهير فقدمنا مسرحية لم يحضر فيها إلا 3 متفرجين فقط ومع ذلك قدمناها فزادت الخسارة ثم عرضنا (إنت اللي قتلت عليون) ورفضها الناس فأدخلنا عليها اسكتشا غنائيا فأقبل الناس، ثم قدمنا (فندق الأشغال الشاقة) وكانت المسرحية الوحيدة التي أعادت لنا الثقة”.
يعترف سمير وجورج في الحوار بأنه لا أحد يعترف بهما كفرقة مسرحية يمكن أن تحمل فيلما ولن يتحقق هذا إلا إذا انتجاه سويا. أما عن التليفزيون فيقولا “حدثت هرجلة في تقديم الفوازير ولابد من وقت كاف حتى نقدم عملا مشرفا، ولذلك سوف نبدأ قبل رمضان القادم بنصف عام، وسوف تقوم فكرة الفوازير الجديدة على حكايات (ألف ليلة وليلة)، فسمير سيقدم شهريار وجورج سيمثل شهرزاد، ومن خلال العمل نقدم أشهر نساء التاريخ وفي هذه الفوازير سوف يستخدم جورج 15 باروكة”.
وقد سألتهم المحاورة راوية المناسترلي عن الإذاعة فقالا إنهما لا يعملان بها لأن أجرهم فيها ضئيل للغاية.