في الكثير من القصص والأساطير القديمة كان يتم الربط بين اليهود والشيطان، وهو السبب ذاته الذي كان وراء وضع قرنين على رأس التمثال الشهير الذي نفذه الفنان العالمي مايكل أنجلو لتجسيد نبي الله موسى “عليه السلام”.
هذا التمثال موجود حتى الآن في كنيسة “سان بييترو دي فينكولي” في روما، ويعتبر تمثال موسى هذا من أروع أعمال مايكل أنجلو، الذي انتهى منه عام 1515.
ولكن لماذا نحت مايكل أنجلو قرنين على مقدمة رأس النبي موسى؟. الترجمة الخاطئة هي السبب في هذين القرنين!
لقد تُرجمت التوراة للاتينية بترجمة تسمى “الفولجاتا”. ففي سفر الخروج (29 – 30 – 43)، نجد فقرة نصها “وَكَانَ لَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِ مُوسَى، عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ، أَنَّ مُوسَى لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ مشعاً، فخافوا أن يقتربوا منه.”
وكلمة “مشع” في العبرية تترجم حرفياً إلى “قرون”، لذلك فإن الترجمة الحرفية لهذه الفقرات هي أن “موسى هبط من جبل سيناء ولم يعرف أن وجهه أصبح به قرنين حيث خاف منه هارون وبني إسرائيل”.
وترجمت في اللاتينية إلىcornuta mosi faciem أي “تقرّن” وجه موسى.
وهذا ما دفع مايكل أنجلو لنحت تمثال موسى وعلى رأسه قرنان.
ولكن هل وقع ضرر باليهود جراء هذه الترجمة الخاطئة؟
بدا في العصور الوسطى في أوربا أن القرنين علامة مميزة لليهود، حتى أنهم أصبحوا يضعون هذه العلامة على ملابسهم عند الخروج لتمييزهم عن المسيحيين، ولم يكن هذا أقل أنواع الإهانات التي عانى منها اليهود.
في عام 1267 ميلادياً قرر المجمع الكنسي في أوروبا أن ينبغي على اليهود ارتداء قبعة بها قرون أو مطوية بشكل يبرز حافتيها كالقرون في مقدمة الرأس، وأجبرهم الألمان على فعل هذا عند الخروج من منازلهم والمشي في الطرقات والأسواق للتقليل من شأنهم.
أما الملك فيليب الثالث ملك فرنسا صمم شارة تلصق على الملابس بها علامة القرنين خصصها لليهود.
ولم يكتشف هذا الخطأ اللغوي إلا قبل فترة قصيرة نسبيا، بعدما كانت أنتجت العديد من الأعمال الفنية في العصور الوسطى وما تلاها من أعوام، تضمنت وضع قرون في الأعمال التي جسدت نبي الله موسى عليه السلام.