باب زويلة هو أحد أبواب القاهرة القديمة، ويُطلق عليه العامة “بوابة المتولي”. ربما يكون هذا الباب هو الوحيد الذي أطلق عليه اسمان، استثناءً عن باقي الأبواب القديمة، فباب النصر هو باب النصر، وباب الفتوح هو باب الفتوح.
قد يعود هذا لما شهده هذا الباب تحديداً من حوادث كبيرة، وقد يعود أيضاً إلى أساطير نسجت حوله، وربما أخيراً يعود إلى وجوده في قلب الحياة اليومية المصرية القديمة والحديثة، فصار جزءً منها، وللتسهيل استبدلت لفظة “باب” بـ”بوابة”، نظراً لشكل البناء، واستبدال “زويلة” بـ “المتولي” استناداً للرواية الشهيرة باعتقاد المصريين في وجود روح “القطب المتولى”، المتواجدة خلف البوابة المتولي.
والمتولي هو أحد أولياء الله الصالحين، يُقال إنه يسكن أعلى سقف الكعبة المشرفة، وأن روحه الكريمة لها مكان آخر تسكن فيه على وجه الأرض، خلف أحد ضلفتى باب زويلة، حيث يوجد فراغ بجوار الباب تسكن فيه الروح، على حد المعتقد.
أما سر تسميته بـ”باب زويلة”، وهو اسم ليس كباقي أسماء الأبواب المصرية القديمة، فتتواتر الروايات حول نسبة لفظة “زويلة” إلى قبيلة من البربر بشمال أفريقيا, انضم جنودها إلى جيش جوهر الصقلي الفاطمي لفتح مصر.
وجاء منها اسم منطقة “زويلة” الواقعة في جنوب غرب ليبيا، وهي المنطقة التي فتحها عقبة بن نافع الفهري حوالي العام 22 هـ، وتعتبر من أقدم مراكز العمران في ليبيا.
ويذكر أيضا أن القوافل التجارية المصرية المتجهة إلى أفريقيا كانت تخرج من باب زويلة في القاهرة، وتمر على منطقة زويلة في ليبيا أثناء رحلتها.
أما الرواية الثانية والتي لم يذكرها المقريزي صراحة في كتابه الكبير “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار”، والمعروف باسم خطط المقريزي، بل أشار في طيات حديثه عن الكنائس المصرية القديمة، إلى وجود كنيسة “السيدة مريم” الواقعة في حارة زويلة، والتي بُنيت قبل دخول الإسلام مصر بنحو 270 عاماً، إذ كان المصريون يطلقون عليها اسم “زايلون”، نسبة إلى الحكيم زايلون الذي قيل إنه بانيها.
والباب أُنشيء في العام 485 هجرية (أي بعد إنشاء الكنيسة بنحو 6 قرون)، ويتكون من كتلة بنائية ضخمة عمقها 25 مترا وعرضها 25.72 متر وارتفاعها 24 مترا عن مستوى الشارع، ويتكون من برجين مستديرين يبرز ثلث الكتلة النباتية خارج السور ويتوسط البرجين ممر مكشوف يؤدي الي باب المدخل ويرتفع البرجان إلى ثلثي الارتفاع في بناء مصمت ويأتي في الثلث العلوي من كل منهما حجرة دفاع يغطيها قبو طولي يتقاطع مع قبو عرضي.
ويشتهر الباب بكونه الذي تم تعليق رؤوس رسل هولاكو قائد التتار عليه حينما أتوا مهددين للمصريين، كما أُعدم عليه أيضاً السلطان طومان باي عندما دخل سليم الأول مصر وضمها للدولة العثمانية.