اعتاد المصريون أن يشاهدون نجومهم من الممثلين المسيحيين وهم يشاركون في أفلام دينية إسلامية، مثل النجمة الراحلة سناء جميل التي شاركت في فيلم الرسالة وغيرها كثيرون، ولكن كان من النادر أن نسمع عن نجوم مسلمين شاركوا في أفلام دينية مسيحية بالرغم من أن ذلك حادث بالفعل.
فقد رفضت الأفلام الدينية المسيحية “الكنسية” أن تقتصر تتراتها على أسماء قبطية فقط، بعدما تمردت على عزلتها خلف أسوار الكنيسة واستطاعت أن تصل إلى شرائح المجتمع المختلفة، فصارت أفيشاتها تضم نجوم مسلمون، كما ضمت أطقم عمل مسلمة كانت تقف خلف كاميرات العديد من الأفلام.
وكان من اللافت استقبال الأقباط الوافدين من السينما العامة إلى السينما القبطية، لمشاركة هؤلاء النجوم المسلمين بترحيب كبير، ما يكشف أن وهج الموهبة والشهرة يتجاوز أي اعتبارات أخرى.
وبالرغم من مشاركات فنانين مسلمين في السينما القبطية إلا أن هيئة المصنفات القبطية تصر على عدم عرض الأفلام الدينية المسيحية خارج الكنيسة، وهو ما كان سببا في عدم شهرة الأعمال السينمائية الكنسية التي يشارك بها نجوم مسلمون، كما تسبب هذا القرار في انهيار السينما القبطية في ظل قرصنة الأفلام عبر الإنترنت، مما أثر على حجم مبيعات تلك الأفلام في مكتبات الكنائس.
ويقول فاروق فيكتور، أحد أشهر منتجي الأفلام الدينية المسيحية “إن التصريح الذي تمنحه المصنفات الفنية لنا يسمح بتداول المادة الفيلمية داخل الكنائس فقط، وذلك خوفا من رفض الأزهر ظهور الأنبياء على الشاشة، بالرغم من أن الأفلام الدينية المسيحية غالبيتها اجتماعية، ولا تتحدث كثيراً عن الأنبياء، ولو وافقت الدولة على عرض تلك الأفلام خارج الكنيسة فستكون فرصة لإنقاذ السينما القبطية من الانهيار الذي تشهده”.
ونستعرض فيما يلي مجموعة من مشاركات النجوم المسلمين سواء الممثلين أو من يقفون خلف الكاميرا، في أعمال سينمائية كنسية:
سلوى خطاب
من أبرز الفنانات اللاتي شاركن في الأفلام الدينية المسيحية والتي تعرض وتباع داخل الكنائس فقط هي الفنانة سلوى خطاب، حيث لم تهتم بتحديد ديانة الجمهور لتشارك في فيلم “أم الغلابة” الذي يتناول سيرة القديسة الخادمة أم عبد السيد، وشاركها في البطولة كل من ماجد الكداوني ونادية رفيق ويوسف داود وهو العمل الذي أخرجه أسامة رؤوف.
وتقوم الفنانة سلوى خطاب بأداء شخصية امرأة لعوب تربطها علاقة عاطفية بزوج بطلة الفيلم الخادمة المعروفة في الكنيسة والذي قام بدوره الفنان ماجد الكداوني، ولكنها تتخلى عنه بسبب مرضه فيعود مرة أخرى لزوجته.
ميمي جمال
شاركت الفنانة ميمي جمال في فيلم “العبد الهارب” والذي يقدم قصة حياة القديس “أنسيمس”، ومن إنتاج عام 2010 وإخراج جورج قسطندي.
وقامت الفنانة ميمي جمال بأداء دور مالكة العبد أنسيمس والتي تغضب منه وتقرر بيعه لعدم طاعتها وتمسكه بإيمانه.
غسان مطر
انضم الفنان الفلسطيني غسان مطر إلى كتيبة الممثلين المسلمين المشاركين في السينما القبطية، لكنه لم يتخل عن أدوار الشر، حيث أدى دور الملك الذي يعذب القديس ليجبره على إنكار دينه في فيلم “العبد الهارب”.
كما حرص مطر على حضور حفل افتتاح الفيلم الذي أقيم في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم الجمعة 11 يونيو 2010.
منة جلال
وشاركت الفنانة الشابة منة جلال بناءا على ترشيح الفنان هاني رمزي والدكتور فريد النقراشي في فيلم “49 شهيد” عن قصة حياة شهداء برية شهيت، وتؤدي منة جلال دور شقيقة الإمبراطور ثأدوسيس الشريرة، والتي تحرضه على الشر.
والفيلم من إنتاج دير القديس أنبا مقار عام 2017، وبطولة عدد من الفنانين منهم ماجد الكدواني، ولطفي لبيب، وتتيانا.
وقالت الفنانة منة جلال خلال تصريحات لها في حفل افتتاح الفيلم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية “أشعر بالفخر الشديد كوني البنت المسلمة الوحيدة في الفيلم ولم أشعر للحظة أثناء التصوير بأن الديانة شيء فارق أو بأن العمل يخص الدين المسيحي وفوجئت بالجرافيك الخاص بالفيلم الذي يوضح مقدار المجهود المبذول من صناعه”.
المنتج محمد أبو العزم
لم تقتصر مشاركات الفنانين المسلمين على التمثيل فقط بل وصل إلى إنتاج الأفلام الدينية المسيحية، لينجح المنتج محمد أبو العزم في أن يكون أول مسلم ينتج فيلم ديني مسيحي يتناول قصة حياة قديس.
ولم يكتفِ أبو العزم بالإنتاج فقط لكنه كان أول من شجع على مشاركة ممثلين مسلمين مشهورين في الأفلام الدينية المسيحية في فيلمه الديني الوحيد الذي أنتجه “العبد الهارب القديس أنسيمس”.
وقال منتج الفيلم محمد أبو العزم، خلال سابقة له “إن الفيلم جاء في إطار السعي نحو تقديم المزيد من الشخصيات الدينية للأجيال الجديدة، في إطار فني جذاب”، مؤكداً سعادته بإنتاج هذا العمل بعد تعاون فني مع الكنيسة المصرية بدأ قبل 15 عاما كمنتج فني لعديد من الأعمال الدينية.
وأضاف أبو العزم أنها المرة الأولى التي يتصدى فيها لإنتاج فيلم ديني مسيحي بمشاركة ممثلين مسلمين.
فيلم تماف ايريني 2007
وامتدت مشاركة الفنانين المسلمين في الأفلام الدينية المسيحية خلف الكاميرا، حيث عمل فريق تصوير “مسلم” في فيلم “تماف إيريني” إنتاج عام 2007 عن قصة حياة رئيسة دير مار جرجس للراهبات بمصر القديمة الراهبة ايريني، كما شارك في الفيلم مجموعة من الممثلين المسلمين المغمورين.
وقال منتج الفيلم أسامة فاروق في تصريحات سابقة، إن تصوير الفيلم تولى مسئوليته فريق محترف “مسلم”، مضيفا أنه شارك كذلك ممثلين مسلمين بالتمثيل في الفيلم، مشيراً إلى أن هناك ممثلين مسيحيين يشاركون في أفلام دينية إسلامية، لأن التمثيل أولا وأخيراً عمل، ولا حرج في ذلك.