إذا كنت من الشغوفين بالفن السابع (السينما) ومحبيها، فعلى الأغلب ستكون إجابتك على سؤال “من هو أقدم ممثل في تاريخ السينما؟” هي “تشارلي تشابلن”، وعلى الأرجح سيكون “ألفريد هيتشكوك” هو إجابتك على سؤال “من هو أول مخرج سينمائي؟”.

ولكن هل كنت تعلم بوجود بعض الأفلام التي تمت صناعتها حتى قبل ميلاد “تشابلن” نفسه؟!

ففي أواخر قرن استكمال السيطرة البريطانية على ربع سكان الأرض (القرن التاسع عشر) وبالتحديد في 14 أكتوبر عام 1888، قام “لويس لي برنس” بصناعه أول عمل سينمائي في التاريخ، والذي اتهمه الناس بالسحر عند رؤيتهم له حيث لم يعتد الناس حينها على مشاهده صور جوفاء تتحرك أمام أعينهم!
باستخدام كاميرا ذات عدسة واحدة وورقة “إيست مان”، استطاع “لي برنس” الحصول على لقطه مدتها 2.11 ثانية لتعد أقدم فيلم ناجي في الوجود بعمر 130 عاما بعنوان (Roundhay Garden Scene) وتمت إضافة كلمة “مشهد” في نهاية الاسم لأنه لم يكن يعتبر فيلماً كاملاً!

ربما ستكون هذه هي نتيجة بحثك عن “أقدم فيلم في التاريخ”.. ولكن في الحقيقة أن هذه اللقطة ذات الثانيتان ليست أقدم صور متحركة تم التقاطها، ففي عام 1874 قام العالم الفلكي “بير چانسن” باختراع مسدس الصور الفوتوغرافية الذي استطاع به تصوير “طريق الزهرة” وهي لقطة تتكون من 6 ثوانٍ تعرض عبور كوكب الزهرة عبر الشمس!

https://youtu.be/KhFjfjOCM2A

وبعدها بـ4 سنوات فقط استطاع “إدوارد مايبريدج” بتصوير فيلم قصير صامت لمده 3 ثواني يدعي “Sallie Gardner at a Gallop” يوضح حركة لحصان ما بواسطة بعض الصور المركبة مع بعضها في إطار واحد، ولكن هذه اللقطة البسيطة تطلبت 24 حجرة تصوير بمساعدة 24 رجل حتى يتمكنوا من التقاطها!

ويذكر أن في عام 1887 أيضاً قام “لي برنس” بعمل فيلم يدعي “رجل يمشي حول ركن” ويظهر فيه رجل يتحرك لمدة ثانيتان فقط، ولا نعرف حتى الآن كيف تم تصوير هذا الفيلم.

والجدير بالذكر أنه من ذلك الحين وحتى بداية القرن العشرين استمرت المحاولات في صناعة الأفلام ولكن بعدد ثوان أطول بل وامتد لبضع دقائق وبعرض لقطات مختلفة وكان أهم رائدي هذه المرحلة هو “ويليم كيندي ديكسون” الذي كان رئيساً لستوديوهات “إديسون” الذي كان يحاول أن يأخذ حق اختراع فن السينما كما أخذ حق اختراع المصباح الكهربي.

لعلك تتساءل الآن “لماذا يعد (Roundhay Garden) أول فيلم في التاريخ بالرغم من وجود أفلام أو بالأحرى لقطات صُورت من قبله؟”.

حسنا، ربما تكون الإجابة على ذلك السؤال هي الطريقة التي صُورت بها هذه الأفلام.. ففي فيلم “طريق الزهرة” تم تصوير اللقطات باستخدام مسدس فوتوغرافي، وفي “Sallie Gardner at a Gallop” كانت طريقة التصوير تعتمد على الحجرات الفوتوغرافية الضخمة، أما في “Roundhay Garden” فكما ذكرت أنه تمت صناعته بواسطة كاميرا أحادية العدسة والتي كانت تستخدم حينها لأول مرة.

فربما لهذا السبب تم الاعتراف به كأول فيلم حقيقي في التاريخ.

اقرأ أيضا: “مغني الجاز”.. فيلم غيّر تاريخ السينما الأمريكية بجملة من 8 كلمات

ملحوظة: بعض هذه الأفلام أو “اللقطات” القصيرة لها تقييمات على موقع “imdb” أعلى من تقييمات بعض أفلام الألفية الجديدة!، فهل هذه اللقطات تعد تحف تاريخية أم أفلام بمعنى الكلمة؟

وصولاً للقرن العشرين، ومع بداية تطور السينما إلى الشكل الحالي الذي نعرفه، بدأت الأفلام تتضمن قصة ومحتوى واضح كفيلم “The great train robbery” وكان من أشهر رواد هذه المرحلة هو “چورچ ميليز” ومن أشهر أفلامه “A trip to the moon” والذي قام بإدخال العديد من التقنيات الجديدة للسينما ثم انتهى به الأمر كبائع للألعاب في محطه قطار، واستوحت قصته في فيلم “Hugo” سنة 2011.

ومنذ أوائل القرن وبدأت رحلة إدخال الألوان إلى اللقطات السينمائية وبالفعل كانت هناك العديد من المحاولات بالتلوين اليدوي صورة بصورة لتكوين مشهد كامل تم تلوينه يدوياً، مثل الفيلم الذي تم تصويره 1901 (منذ نحو 118 عام) بالأبيض والاسود ثم تم تلوين مشاهده يدوياً، والذي يعد أول فيلم ملون في التاريخ.

https://youtu.be/1V0Vc5iRoLY

واستمرت هذه الطريقة المرهقة حتى عام 1918، حيث كان “Cupid Angling” أول فيلم في التاريخ يتم تصويره بألوان طبيعية وذلك عن طريق عملية “ألوان دوجلاس الطبيعية” التابعة لشركة “ليون ف. دوجلاس القومية للألوان”، وكانت هذه بداية عالم جديد للسينما مختلفا كلياً عما سبق.

وفي عام 1939 دخلت تقنيه Technicolor إلى السينما لتغير شكل الأفلام الملونة إلى الأبد، والتي ظهرت في الفيلمين الشهيرين “Gone with the wind ” و”The wizard of Oz” وأدهشت العالم حينها الذي أصبح قادراً على مشاهدة صور ولقطات حية ملونة على الشاشة وكأنها حقيقية!

ومع ذلك استمر تصوير الأفلام بالأبيض والأسود حتى أوائل الستينيات من القرن الماضي، حين أصبح العالم كله يستخدم تلك الصور الملونة والمركبة مع بعضها البعض في توازن واحد، وهي الأفلام التي نعرفها بشكلها الحالي.