رسالة الغفران لأبي العلاء المعري والكوميديا الإلهية لدانتي، خرجتا عن المألوف ليصنف كل عمل فيهما “الأدباء” تصنيفا وفقا لوضعه في الحياة الأخرى، إن كانت ستبقى جحيمًا أم نعيمًا.
مجلة “مسامرات الجيب” سنة 1947 فاجأت الكتاب والأدباء بسؤال عن موقعهم الذي يتوقعونه بعد موتهم وحسابهم.
فيرى مصطفى أمين مؤسس دار أخبار اليوم أن أي مكان لا يوجد فيه الزعيم الوفدي مصطفى النحاس باشا يعتبر جنة، فجنته في الآخرى هى أي مكان لا يوجد فيه صاحب المقام الرفيع، ويضيف “أنا أعتقد أنني ذاهب إلى الجنة، اللهم إلا كان حراس الجنة من الوفديين”.
أما أحمد قاسم جودة، رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق، فلم يحب أن يستبق الأحداث، ويرى أنه لم يفعل في حياته ما قد يعتبر إثما يؤنبه عليه ضميره، ويقول “أرى أن لا لزوم على الإطلاق لأن أكون من أهل النار في الدار الآخرة، بل لقد رتبت أمور نفسي فعلا على أساس أن أكون في الجنة”.
أما الصحفي الكبير الأستاذ محمد التابعي، فضحك في وداعة وقال “أعتقد شخصيا أنني سأدخل الجنة وإن كان أصدقائي يعتقدون أن مصيري إلى الجحيم”.
الكاتب الكبير جلال الدين الحمامصي، فيرى أن هذا الأمر علمه عند الله وحده، قائلا “لكن إذا كان ولابد أن نحاول التكهن فلأقل بصراحة أنني لا أخشى أن أدخل النار، لا لأنني لم أذنب، فهذا أمر لا أدعيه، ولكن الله سيرى في ذنوبي شيئا صغيرا لا يقارن بذنوب الآخرين”.
في حين قال الروائي الكبير إحسان عبدالقدوس “أنا الآن شيخ في آخر الحلقة الثالثة من عمري، أعيش منذ بضعة عشر عاما في الجحيم، وسأظل أعيش في هذا الجحيم أعواما كثيرة أخرى، الله وحده يعلم مداها، وهذا الجحيم يعرفه جيدا أولئك الذين يعملون في الصباح والمساء وإلى نصف الليل، ليقدموا عصارة ذهنهم وأعصابهم للجماهير”.
أما عن آخرته، فيقول عبدالقدوس “حين أموت لا أشك أني ذاهب إلى الجنة، فالله الذي حرمني من نعيم الدنيا لن يبخل علي بنعيم الآخرة، لأنه رحيم بعباده”.