هل سيتحول مقاتلو داعش إلى “أشباح” في مأمن من التتبع والملاحقة بعد الانتهاء من معركة الموصل؟!
فقد سقط مؤخرا العشرات من مقاتلي داعش الفارين من الموصل في يد القوات العراقية والأهالي، وهو ما دفع بعضهم للبحث عن وسائل للتخفي، حيث لم يجد بعضهم أي غضاضة في أن يتخفى بملابس النساء، بينما بالغ آخرون في التخفي بوضع أحمر شفاة وكحل ومساحيق على الخدود والجفون والحواجب.
غير أن الأمر يبدو أنه لن يتوقف عند حد مساحيق التجميل، إذ تؤكد المعلومات أنه في أعقاب هزائم سابقة لداعش فى مدن عراقية كبرى كالفلوجة والرمادى وتكريت، تم رصد عدد من عناصر التنظيم لجأوا للاختفاء لفترة قصيرة، وثبت بعد ذلك أنهم توجهوا خلالها إلى تركيا لإجراء عمليات تجميل هناك غيرت ملامحهم ولو بالحقن بالبوتكس والسيلكون أو تضخيم الشفاه ورفع الحواجب وتضخيم الخدود، ثم عادوا من جديد للحياة في مدنهم الأصلية، في سياج من السرية، تحت حماية عشائرهم وعائلاتهم!
وخلال عامي 2015 و2016، ألقي القبض على شخصيات إرهابية معروفة من تنظيمات مختلفة ودول مختلفة، وكذلك على “ذئاب منفردة” ثبت أنهم لجأوا إلى عمليات التجميل، لتسهيل هروبهم، أو لتحضيرهم لعمليات جديدة دون كشف هويتهم..
بما يفيد بأن التنظيمات الإرهابية المسلحة، بـ”مصوغات شرعية” سابقة التجهيز، قد دخلت مرحلة أشد خطورة، وإثارة للرعب، وإزعاجا لأجهزة الأمن في العالم، وخطت خطواتها الأولى للمنافسة بشراسة في عالم “عمليات التجميل ” جنباً إلى جنب مع العناصر النشطة في أجهزة الاستخبارات العالمية، والفنانات، وعارضات الأزياء.
إيذانا بدخول منحنى جديد من المواجهة مع تلك التنظيمات سواء كانت داعشية أو غير داعشية، التي أصبحت تستعد إلى تحويل أعضائها إلى أشباح بسبعة أرواح، وألف وجه!
مدبر هجوم بوردو
فالقيادي الداعشي الشهير في تونس، عادل الغندري، العقل المدبر للهجوم الإرهابي الذي احتجز خلاله 200 من الرهائن في متحف “بوردو” في مارس 2015 -العملية أسفرت عن قتل 22 قتيلا و45 من الجرحى- ألقي إلقاء القبض عليه أثناء إجراؤه عملية تجميل في أحد المستشفيات الخاصة في تونس العاصمة، حيث كان يريد أيضاً تغيير ملامحه وإخفاء أثر جرح عميق في وجهه من الجهة اليسرى، كان قد أصيب به أثناء مشاركته في الهجوم على مدينة “بن قردان” الحدودية بين تونس وليبيا، حيث استهدف داعش السيطرة على المدينة لصالحه.
وكان الغندرى يحاول بتلك العملية الإفلات من الأمن التونسي، في طريقه للعبور إلى ليبيا لتلبية نداء التنظيم هناك، قبل أن تداهمه قوات الأمن داخل العيادة.
لحية السعودي
كما اكتشفت السلطات السعودية بعد إلقائها القبض على الإرهابي الداعشى عقاب العتيبي، المتورط في تفجير مسجد الطوارئ بأبها بمنطقة عسير، أنه أجرى عملية تجميل وواظب على حلق لحيته، بغرض تغيير هيئته، وعدم اكتشاف هويته الحقيقية.
الحالة الأكثر غرابة
لكن تأتى حالة الإرهابي فرنسي الجنسية المهدى بن سعيد في نوفمبر 2015، بوصفها الأكثر غرابة بين حالات الإرهابيين الذين قرروا إجراء عمليات التجميل.
فقد رصدت المخابرات التركية بن سعيد منذ لحظة دخوله إلى أراضيها عبر الحدود السورية، ورصدت قيامه بعملية زرع للشعر في أحد العيادات المتخصصة، وبعد إلقاء القبض عليه قال أنه كان يستعد لإجراء عمليات تجميل أخرى في الوجه، وذلك لأنه كان يريد “أن يبدو جميلاً أثناء تنفيذ العملية”، وأنه كان “يريد أن يموت جميلاً”، علماً بأن بن سعيد قد دخل تركيا بهدف تنفيذ عملية انتحارية هناك.
استراتيجية التنكر
في كل الأحوال، فإن استعانة الإرهابيون بعمليات التجميل كوسيلة أحدث وأكثر فاعلية الآن لتغيير أشكالهم، هي في الحقيقة استمرارية لاستراتيجية “التخفي والتنكر”، كأساس لدى هذه التنظيمات حرصت عليه منذ نشأتها، بهدف إخفاء الهوية الحقيقية لعناصرها وإفلاتهم من قبضة الأمن.
علما بأن صفوت عبد الغنى قيادي الجماعة الإسلامية بمصر هو أشهر من طالته شائعة إجرائه لعمليات التجميل بهدف التخفي، وذلك أثناء رحلة هروبه بعد تنفيذ عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الشهيرة في الثمانينيات.
صبغ الشعر
وسبق وأن لجأ الإرهابيون إلى حيل صبغ الشعر وارتداء ملابس النساء والعدسات اللاصقة وحلق اللحى، أو تناول الأدوية التي تزيد الوزن، أو ارتداء الملابس الثقيلة، أو تغيير طريقة المشي، أو حتى إعاقة أحد الأطراف إن لزم الأمر.
كما أسس عدد من القيادات الإرهابية جزءا من أسطورتها الشخصية على مهارتها في مجال التنكر والتخفي، مثل المصري هشام عشماوي “أمير جماعة المرابطين”، الذى يشتهر بمهارته الأسطورية في التنكر، وهو ما كفل له حرية الحركة والإفلات من الأمن حتى الآن سواء في مصر أو ليبيا.
7 عمليات للأسير
كما أن الشيخ أحمد الأسير، زعيم السلفية الجهادية اللبناني وإمام مسجد بلال بن رباح الشهير، و”أمير جبهة النصرة في لبنان”، أجرى 7 عمليات تجميل في وجهه بواسطة جراح تجميل أجنبي، وصل إلى لبنان خصيصا لذلك السبب، ونجح خلالها الزعيم السلفي فى نفخ وجنتيه وتغيير شكل أنفه، لأجل الإفلات من الملاحقات الأمنية والهرب خارج البلاد.
اقرأ أيضا: تعلم من تجارب النجوم.. جراحات البوتكس الفاشلة قد تغير ملامحك للأبد