في قصاقيص المجلات القديمة متعة خاصة، وهي “الإعلانات”، لاسيما المنتجات التي انقرضت من الوجود، ومن هذه الإعلانات بالتأكيد إعلانات شركات المياه الغازية العالمية مثل بيبسي وكوكاكولا، والمحاولات المصرية الجادة لمنافستها، والتي لم تكلل بالنجاح حتى وقتنا هذا.
“زمباكولا” مثلا كان أحد هذه المحاولات الفاشلة، حتى مع انتشار شائعات باحتواء مشروبات المصانع العالمية على عصارة مصارين الخنازير، ما أقلق المجتمع المصري، إلا أن لجنة الفتوى بالأزهر أظهرت عكس ذلك.
وقتها تسابقت شركات المياه الغازية على وضع مسحة دينية في إعلاناتها، فإحدى الشركات صورت شيخ أزهري وهو يتناول المشروب، وأخرى كتبت جملة “المشروب الطاهر النقي”، لكن المدهش أن “زمباكولا” المصنوعة في شركة “حماد حسن وأخوه” بالسيدة عائشة، اكتفت بالقول أنه مشروب “بعيد عن الشبهات” دون أن ترد بشكل صريح على الاتهامات التي وجهت لها، ولم يفلح “اللوجو” الذي وضعته على إعلاناتها، والذي كتبت فيه كلمة “زمباكولا” على شكل مسجد، في إقناع المصريين بأنه مشروب “حلال”.
جاءت لجنة الفتوى بالأزهر لتنفي مزاعم “حرمانية” مشروبات الشركات العالمية وفقا للمعامل، لكن مشروب الشركة المصرية ظل محل شك، خاصة أن علماء تحاليل المعامل كتبوا في تقريرهم أنهم لم يصلوا إلى نتيجة واضحة لمعرفة تركيبته، وأنهم سوف يرسلوا التقرير إلى الأزهر فور معرفة محتوياته، لكنهم لم يرسلوها.
وأمام هذا التخبط، انتهت سمعة المشروب المصري وبالتالي الشركة التي أنتجته، بينما أكملت شركات المشروبات الغازية طريقها لغزو الأسواق، بعدما انتهت محاولة مصرية كان يمكن لها -إن استمرت حتى يومنا هذا- أن تصنع منتج ينافس بيبسي وكوكاكولا.
اقرأ أيضًا: