يذكر التاريخ الموسيقي الحديث عشرات الفرق الغنائية “الإسلامية”، منها ما غنى مديحا للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما غنى إنشادا، والقليل منهم غنى للتصوف.
ربما دخل الهزل مع فريق “الدراويش”، الذي قاده يوسف عوف وأبولمعة في فترة من الفترات، وهو صاحب أغنية “الأمر أمر الله يا سيدنا.. ألف رحمة ونور عليه”.
خلال الفترة القريبة ربما لا نذكر من هذه الفرق في مصر إلا فرقا تابعة للمؤسسة الثقافية. فرق قليلة لاتزال تطرح أغانٍ دينية في المغرب وفي مناطق متفرقة في الوطن العربي.
كما تذخر الكنائس المصرية والعربية بمئات الفرق التابعة لها، والتي تتلو أناشيد وترانيم خاصة بالكنائس، إلا أن البعض يحاول إلصاق تهم الطائفية -دون أن يدري- لفرق أخرى، كـ”مشروع ليلى” اللبناني، التي نالت أكثر التهم كوميدية وهي الطائفية كون أفرادها من المسيحيين فقط، وفي الوقت نفسه نالوا هجوما مضادا بأن أغنياتهم تنال من الثوابت المسيحية!
و”مشروع ليلى” بدأ يقدم فنه في 2008 كورشة عمل بين طلبة التصميم المعماري والجرافيك بالجامعة الأمريكية ببيروت لمحاولة قراءة الوضع السياسي بالبلاد، ولم يكن في ذهنهم على الإطلاق أن يأخذ الموضوع شكل فريق غنائي إلى أن قدموا أول عرض لهم لعدد صغير من الجمهور ومن هنا جاء التحول لينتشر عبر وسائل الإعلام الإلكترونية المختلفة وليستمر “مشروع ليلى”.
اسم الفريق يظل إحدى المفارقات المهمة فهو يحمل أكثر من معنى منها أن المشروع فى الأساس كان مبنيا لينطلق لمدة “ليلة واحدة”، ومنها أن اسم “ليلى” كاسم عربى جذاب يعبر هنا عن أجيال عربية شابة ومتنوعة.
لكن ضمان موطئ قدم ثابت في الشرق الأوسط صار أمر صعب على الفرقة، فقد ألغت السلطات الأردنية حفلين لهم ولسنتين متواليتين، بينما تخلصت محطات الإذاعة اللبنانية من موسيقاهم.
في الأردن اتهموا مضامين كلمات أغانيهم بأنها تمس السيد المسيح كما أنها تتضمن “ألفاظا منحطة” لا تليق بأخلاقيات المجتمع العربي.
وعلى النقيض فإن فرق تدين باليهودية لازالت تشدو بأغنياتها في اليمن الذي يمزقه الحرب منذ فترة. إلا أن الكثير من يهود اليمن المهاجرين إلى إسرائيل بدؤوا في الانتشار وخاصة بالتراث اليمني الذي يحفظونه عن ظهر قلب.
من هذه الفرق، “يمن بلوز” بقيادة رافيد كحلاني، الذي يستخدم اللهجة اليمنية والعبرية بشكل أساسي في أغاني فرقته، مازجًا الموسيقى اليمنية القديمة بأنواع مختلفة من الموسيقى الأخرى التي تنتمي لثقافات متباينة.
كذلك يوجد أيضا فرقة (A-wa)، المكونة من ثلاث شقيقات، ذاع صيتها على خلفية أغنية “حبيبة قلبي”، التي تنتمي إلى التراث اليهودي اليمني، وأشرف على توزيعها موسيقي إسرائيلي من أصول يمنية هو تومر يوسف.