مثلما انبثق تنظيم “داعش” من رحم تنظيم “القاعدة”، بعدما انتهى دور الأخير وفقد بريقه واهتمام وسائل الإعلام، يبدو أننا على موعد مع تجربة شبيهة، لميلاد تنظيم إرهابي جديد، بعدما أوشكت “داعش” على التفكك والانحلال النهائي.

فقد كشفت معلومة، أعلنها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن قادة تنظيم الدولة، يخططون لتشكيل شبكة إرهابية أخرى على نطاق دولي، كرد فعل على الهزيمة التي تعرضوا لها بشكل كبير في سوريا والعراق.

الجهاز أوضح على لسان رئيسه ألكسندر بورتنيكوف، في اجتماع لأجهزة الاستخبارات، أن عدد قتلى داعش منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن يعد بالآلاف، وهو رقم لم يتعرضوا له مسبقا، كاشفا أن قادة التنظيمات الإرهابية الدولية تعيد توزيع قواتها ووسائلها، وأن مقاتلوهم يتمددون أبعد من الشرق الأقصى ويتمركزون في مناطق غير مستقرة بهدف خلق بؤر جديدة من التوتر والنزاعات، محذرا من خروج تنظيم إرهابي جديد قريبا، ليتولى الراية عقب سقوط داعش.

الزعامة الإرهابية

وترى العديد من التقارير، أن داعش، جاء كخليفة طبيعي لتنظيم القاعدة، بعدما فقد الأخير رونقه واهتمام وسائل الإعلام والزخم الذي كان يحدثه في العالم أجمع.

ويستدلون على ذلك، بكون تنظيم داعش منبثق من تنظيم “القاعدة في العراق” الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي.

وكان داعش ظهر لأول مرة تحت اسم “جماعة التوحيد والجهاد عام 2003، تحت قيادة الزرقاوي، الذي بايع أسامه بن لادن لاحقا، قبل أن يندمج مع مجموعة من التنظيمات الأخرى ليشكلوا ما عرف باسم “مجلس شورى المجاهدين في العراق”.

وبعدما توسع التنظيم، أطلق على نفسه اسم “دولة العراق الإسلامية”، قبل أن يتوسع أكثر ويتبنى اسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهي يطلق عليها اختصارا “داعش”، وهو الاسم الذي يرفضه التنظيم تماما، ويعاقب بالجلد كل من يستخدمه، وهو اللقب الذي ظل ملتصقا به حتى بعدما تحول إلى “الدولة الإسلامية” فقط، معلنا قيام ما اعتبره “خلافة عالمية”.

ابتكار إجرامي

وبالرغم من الارتباط التاريخي بين التنظيمين، داعش والقاعدة، إلا أن الخلاف بينهما سرعان ما ظهر للعلن، بعدما ظل مكتوما لفترة، وذلك نتيجة سعي كل منهما لتصدر المشهد الإرهابي في العالم، وقيادة دولة الخلافة، قبل أن يتطور الخلاف بينهما إلى مرحلة الاقتتال والتكفير المتبادل.

وهو ما يتوقع حدوثه مع التنظيم الوليد، الذي بالتأكيد سينقلب على الأب “داعش”، وعلى الجد “القاعدة”، سعيا للحصول على نصيبه من الزخم والضوضاء والصخب العالمي الذي سوف يسعى إليه بكل تأكيد.

اللافت هنا، أن التنظيم الجديد -الذي لم يعلن عن اسمه حتى الآن- سيسعى بكل تأكيد للمزايدة على التنظيمين السابقين له، عبر لفت الانتباه بمزيد من الأعمال الإرهابية والجرائم الجديدة التي سوف يسعى فيها للابتكار الإجرامي، كما فعلت داعش منذ ظهورها وحتى الآن، ما يشي بأن العالم على موعد مع كارثة جديدة.. قد تكون قريبة.

اقرأ أيضا:

إرهاب “المطابخ”.. سلاح “أنور” الفتاك يجتاح العالم!