كانت حرب أكتوبر ملحمة كبرى خاضها الجيش المصري وقدم فيها الجندي بطولات سطرها التاريخ في كتبه الرسمية وغير الرسمية. النجاح الذي أحرزته العسكرية المصرية وتفوقها الكبير على العدة والعتاد الإسرائيلي احتفى به الجميع، داخليًا وخارجيًا.
وبغض النظر عن تماس كل الأخبار والتقارير والتحقيقات العامة والفنية مع الحرب التي لم يكن يعلو صوت فوق صوتها، إلا أننا حاولنا بقدر الإمكان رصد ما عاشه وعايشه وتحمله أبطال الجبهة الداخلية من أجل الانتصار. فكان انتصار عسكري في سيناء، وكان انتصار إنساني في الحياة.
يوم السابع من أكتوبر نشرت الصحف خبرا بعنوان “الليلة موعدك مع فاتن حمامة في أول أفلامها التليفزيونية، ويقول نص الخبر إن التليفزيون يقدم الليلة في الساعة العاشرة مساء أول فيلم من الأفلام الثلاثة التي مثلتها فاتن حمامة خصيصا للتليفزيون، وهي “أريد هذا الرجل” و”ساحرة” و”أغنية الموت” وهي عن أعمال للأديب الكبير توفيق الحكيم، وإخراج بركات، وشاركها أحمد مظهر بطولة الفيلم الأول المنتظر عرضه يومها.
بنظرة عامة على صحافة الأيام القليلة التي تلت حرب أكتوبر، وجدنا أن أول من تبرع بالأموال لصالح المجهود الحربي كانت “سينما القاهرة”، وذلك في إعلان نشرته جميع الصحف تقريبا، أما نص الإعلان فكان: “لقد أعطتنا مصر الكثير.. في هذه الأيام التي تمر بها البلاد تعلن إدارة سينما القاهرة بأن جميع الإيرادات خصصت للقوات المسلحة”، واختتمت الإعلان بآية “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”.
استمرت إعلانات وأخبار التبرعات للمجهود الحربي حتى جاء يوم 18 أكتوبر، وتحديدا في يمين الصفحة الثانية من جريدة الأخبار ليعلن عرابي وكيل الفنانين عن سهرات ليالي رمضان بمسرح مترو بول، ليقدم أكبر حشد من الفنانين وفي مقدمتهم أحمد عدوية، على أن يكون الإيراد لصالح المجهود الحربي أيضا، وللمفارقة كان سعر التذكرة وقتها 16 قرشا.
إعلان آخر على صفحات الجرائد يشير إلى عرض مسرحية “مدرسة المشاغبين” للنجوم الكبار عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي وإخراج جلال الشرقاوي على مسرح الحرية بشارع الشيخ ريحان، والتبرع بإيراد يوم واحد لصالح المجهود الحربي، وكذلك فعلت مسرحية “افتح يا سمسم” لجلال الشرقاوي أيضا والتي كانت تقدمها فرقة عمر الخيام المسرحية، ومن بطولة محمد رضا وليلى طاهر وسيد زيان.