ظهر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لأول مرة منذ عدة أشهر، وذلك أثناء مراسم استقباله لرئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يزور الجزائر حاليا، حيث بث التلفزيون الرسمي فيديو قصير للقطات جمعت بوتفليقة وديمتري في نشرتها الرئيسية.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن لقاء ميدفيديف وبوتفليقة لم يكن على جدول الزيارة، وتم ترتيبه في الدقائق الأخيرة.
وظهر الرئيس الجزائري الذي يواجه العديد من المتاعب الصحية، في مقطع الفيديو الذي نشره التلفزيون الجزائري، جالسا يتحدث بهدوء شديد ووهن ويلتفت إلى ضيفه بصعوبة فيما بدت حركة يديه كاشفة لمعاناته الشديدة من المرض.
وكان بوتفليقة منع من لقاء نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي توقف في الجزائر قبل أيام، وذلك بسبب وضعه الصحي، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول حقيقة تعافي الرئيس الجزائري من الأمراض التي يعاني منها، خاصة بعدما سبق وتم تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في فبراير الماضي بسبب إخبارها بأنها لن تتمكن من لقاء بوتفليقة.
وربطت بعض التحليلات، بين الظهور العلني لبوتفليقة وبين النداء الذي أطلقه ثلاث شخصيات بارزة في الجزائر لتشكيل جبهة معارضة لترشح الرئيس الجزائري لولاية خامسة في انتخابات عام 2019، بداعي عدم قدرته على قيادة البلاد وتسيير شؤون الحكم نظرا من الأمراض التي يعاني منها الرجل البالغ من العمر ثمانين عاما.
واعتبرت إن هذا الظهور أرسل رسالة سياسية مجهة للداخل والخارج مفادها أن بوتفليقة متمسك بمنصبه، معتبرة أنه قد يكون مؤشرا على البدء لتحضير الإجراءات الخاصة بترشح بوتفليقة لولاية خامسة خلال عامين.
وشهد العام 2013 تراجع حاد في صحة الرئيس الجزائري بعدما تعرض لجلطة دماغية أثرت على قدرته على التنقل والنطق، ورغم ندرة ظهوره العلني، إلا بعض من الأصوات داخل الجزائر ترى أنه مصر على الترشح بعد عامين ويجب التصدي لهذا الترشح من الآن.
وقبل أسابيع، دعت بعض الشخصيات للتظاهر والمطالبة بتطبيق المادة 102 من الدستور وإعلان “عجز الرئيس عن ممارسة مهامه”، إلا أنها منعت من التظاهر واقتصر تواجدها على مواقع التواصل فقط.
وظهر بوتفليقة على كرسي متحرك في مايو الماضي أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يظهر فيها بوتفليقة أمام وسائل الإعلام الخاصة والأجنبية منذ تأديته القسم الدستورية في أبريل 2014 بمناسبة انتخابه لولاية رئاسية رابعة، وهي الانتخابات التي لم يتمكن بوتفليقة شخصيا من المشاركة فيها نتيجة مرضه الشديد.
وينص دستور الجزائر الذي تم تعديله في 2016 على تحديد الولايات الرئاسية باثنتين فقط، ما يعني أنه يحق للرئيس الحالي الترشح مرة أخرى. وكان قد تم تعديل الدستور الجزائري في 2008، ما مكن بوتفليقة من الترشح لولاية ثالثة في 2009 ثم رابعة في 2014.