تعتبر جامعة “ييل” الأمريكية، واحدة من أعرق الجامعات في العالم، كونها ثالث أقدم معهد للتعليم العالي في الولايات المتحدة، وأول جامعة في العالم تمنح درجة الدكتوراه، ويعمل بها حاليا قرابة 20 من العلماء الحائزين على جائزة نوبل،
وتتميز الجامعة التي تأسست عام 1701 في ولاية كنتيكت، بامتلاكها عدد كبير من الأبنية الجامعية التي تجاوزت قرابة 200 مبنى، صممت من قبل مهندسين معماريين كانوا عباقرة عصورهم، حتى أن المهندسين حاليا يعتبرون أن مبانيها تشكل أجمل حرم جامعي في أمريكا الشمالية.
وتحظى الجامعة باهتمام لافت من الطلاب العرب، كونها أول جامعة شرعت في تدريس اللغة العربية في الولايات المتحدة عام 1841، بالإضافة إلى احتواء مكتبتها العريقة على 200 ألف مجلد عن التراث العربي والإسلامي -معظمها باللغة العربية- وكذلك قرابة نصف مليون مجلد باللغات الأوروبية تهتم مواضيعها بالثقافة العربية والإسلامية، بخلاف 5 آلاف مخطوطة عربية نادرة.
وكان من التفاصيل اللافتة في علاقة هذه الجامعة بالثقافة العربية والإسلامية، هو حرصها على نقش بعض الآيات القرآنية على أحد أهم مبانيها.
فعلى مدخل مكتبة “استرلينج”، المكتبة الرئيسية للجامعة، والتي تتميز ببناءها المهيب ذي الطراز الغوطي، نقشت العديد من الرسومات لعدد من العلماء العظام الذين كانت إسهاماتهم العلمية مؤثرة في تطور العلوم على مر العصور، بالإضافة إلى نقوش من مخطوطات بلغات مختلفة، بينها لوحة كاملة كتبت باللغة العربية، تضم بعض آيات من سورة “العلق” وآية “الكرسي” من سورة “البقرة”.
ويظهر النقش أن اللوحة أخذت رسما من أحد المخطوطات القديمة التي تحتفظ بها المكتبة، حيث كتبت بالخط الكوفي القديم غير المنقوط، فيما لا يخفى دلالة النص الذي تم اختياره ليمثل اللغة العربية، حيث اختيرت آيات تحض على التعلم والقراءة والتفكر في الكون.
وأسفل هذا النقش، رسمت صورة لشخص يرتدي زي عربي وقد أمسك بورقة رسمت عليها الشمس، في دلالة على براعة العلماء العرب في علم الفلك والرياضيات.