أحدث الاكتشاف الجديد الذي أعلن عنه فريق بحثي يضم علماء من عدة دول، حول العثور على تجويف ضخم داخل الهرم الأكبر بالجيزة، دويا عالميا.
وانشغلت العديد من وسائل الإعلام بالبحث عن حقيقة الاكتشاف، وهل هو اكتشاف جديد حقا، أم أن ما توصل إليه الفريق البحثي مستخدما الأشعة الكونية، لم يكن إلا معلومات قديمة سبق وتوصل إليها غيرهم بالعمليات الحسابية.
وبغض النظر عن ذلك، إلا أن الاكتشاف الكبير يثير تساؤلا هاما: وهو ما الذي قد يعثر عليه العلماء داخل هذا التجويف، الذي يقدر بحجم طائرة كبيرة تضم 200 مقعد؟
وبالرغم من أن الفريق البحثي الذي اكتشف الفجوة، رفض الحديث عما قد يكون موجود داخل هذه الفجوة، أو السبب من وجودها تحديدا، كما أنه يبدو أن الوصول إليه صعب للغاية حتى الآن، إلا أن هناك احتمالات قريبة، يمكن التفكير فيها، بشأن ما قد يعثر عليه العلماء داخل هذا التجويف، وهي الاحتمالات التي نطرحها في السطور التالية:
1- غرفة دفن الملك خوفو
بالرغم من أن هناك حجرة بالفعل مكتشفة داخل الهرم الأكبر، تسمى حجرة الملك، يعتقد البعض أنها حجرة دفن الملك خوفو باني الهرم الأكبر، وأنها سرقت في عصور قديمة، إلا أن هناك علماء كثيرون -من بينهم الدكتور زاهي حواس- يرون أنها مجرد حجرة “خادعة” هدفها إبعاد اللصوص، وأن الحجرة الحقيقية لاتزال موجودة داخل جسم الهرم في مكان غير ملعوم.
وسبق لحواس أن قال في أحد مقالاته، إن ملك بحجم خوفو استطاع بناء معجزة معمارية غير مسبوقة لا يمكن أن يدفن في تابوت حجري متواضع مثل التابوت الموجود في الحجرة الحالية، مرجحا أن حجرة الدفن الحقيقية لا تزال هناك في مكان غير معروف داخل الهرم، ومؤكدا أنه يوما ما سيتم كشف هذه الحجرة والوصول إلى كنوز الملك خوفو التي توقع أن تكون موجودة بها.
وعليه، فإن هذا التجويف المكتشف حديثا، قد يحوي غرفة الملك خوفو الحقيقية، التي تضم رفاته وتابوته الذهبي وكنوزه التي تتناسب مع ضخامة وإعجاز الهرم الأكبر، بالإضافة إلى أنها قد تحتوي على كتابات تكشف سر بناء الهرم وكيف استطاع المصريون تحقيق هذا الإنجاز الذي لم يستطع أن ينافسهم فيه أحد في التاريخ القديم أو الحديث.
2- تجويف فارغ
أما ثاني احتمال، فهو أن يكون التجويف فارغا، بمعنى ألا يكون حجرة بالمعنى المتعارف عليه داخل الهرم، ولكن يكون مجرد تجويف له هدف آخر.
وسبق للفريق البحثي، أن أكد أنهم لا يعلمون ما إذا كان التجويف الضخم أفقيا أو مائلا، كما أنهم لا يعلمون ما إذا كان مصنوعا من هيكل واحد أو عدة هياكل متتالية.
ويحتوي هرم خوفو على غرف صغيرة، يعتقد كثير من الباحثين، أن بناة الأهرامات حرصوا على وجود تلك الغرف لتجنب سقوط جسم الهرم نتيجة ثقله الكبير، وذلك عبر التخفيف من ضغط الوزن الذي تمثله الحجارة.
وهو نفس ما أكده عالم الآثار الأمريكي الشهير، مارك لينر، الذي يترأس لجنة تراجع عمل مهمة مسح الأهرام.
حيث قال إنه غير مقتنع حتى الآن بأهمية الاكتشاف، مرجحا أن هذا الفراغ قد يكون تركه البناؤون لحماية السقف الرقيق جدا للبهو الكبير من ضغط وزن الهرم.
وهو ما يعني أن الاكتشاف سيكون بلا قيمة في هذه الحالة، وأن الحجرة الحقيقية لدفن الملك ماتزال خفية، وتحتاج المزيد من البحث والتنقيب للوصول إليها.
3- حسابات غير دقيقة
الاحتمال الثالث والأخير، وهو احتمال مستبعد إلى حد ما، وهو عدم وجود تجويف من الأساس، وأن يكون الاكتشاف الذي أعلن عنه العلماء، ليس اكتشافا بالمعنى الدقيق للكلمة.
ويعزز هذه الفرضية، هو الإسراع في الإعلان عن الكشف قبل التأكد من مدى صحته، والسعي إلى نشر تفاصيله في مجلة “الطبيعة” دون التنسيق مع الجهات المعنية في مصر.
وهو ما دفع الدكتور زاهي حواس إلى التشكيك فيما تم الإعلان عنه، مؤكدا أنه ليس كشف جديد، وأن الهرم ممتلئ بمئات الفجوات، وأن من أعلنوا ذلك غير متخصصين.
وقال في تصريحات صحفية بالنص: “من أعلنوا ذلك غاويين شهرة، ويسعون لبيع الأجهزة التي استخدموها للشركات، وقد ذكروا في المقال المنشور عن ما تصوره البعض اكتشافا جديدا، في حين أنه ليس كشفا ولا جديدا”.
ويبقى الهرم سرا كبيرا، يحير العلماء على مر العصور، وقد تكشف لنا الأيام المقبلة، مزيدا من الحقائق حول الهرم ككل وحول الاكتشاف الذي أعلن عنه مؤخرا، خاصة وأن تنسيقا يجري للبحث عن طريقة يمكن الوصول من خلالها إلى هذا التجويف والتأكد من وجوده ومحاولة كشف ما يضمه ويحتويه من ألغاز وكنوز.