احتفت الصحافة في مصر، باختراع أمريكي، ظهر عام 1949، وأطلقت العنان لخيالها، متوقعة نجاح هذا الاختراع الجديد، الذي أعتقد أنه سيكون سببا في إنهاء الزحام الذي كان منتشرا في العواصم الكبرى في ذلك الوقت، ومن بينها القاهرة.

فقد نشرت مجلة “الاثنين والدنيا” في عددها الصادر 26 سبتمبر 1949، تقريرا صغيرا عن ذلك الاختراع الذي لم يكن سوى “طائرة بلاستيك”! يرتديها الإنسان ويحلق بها مثل الطائر، كتجربة جديدة توصل إليها أحد الميكانيكيين الأمريكيين، لكي يتجنب مشاكل الطائرات الكبيرة، والتي تتمثل غالبا في عطب يصيب محركاتها.

ولم يكشف كاتب التقرير، عن اسم أو شخصية مخترع تلك الطائرة، التي قال إنها خالية من المحركات، ولها جناحين مرفرفين كأجنحة الطير، حيث يستخدمها الإنسان بأن يمتدد داخلها ويحيط قدميه بحزام مثبت في جانبها، ثم يضغط على زر البنزين فيحلق في الفضاء!

وقالت الصحيفة إن قائد هذا الاختراع الجديد، يمكنه أن يوجهه كما يشاء أو يقف بها في الجو! أو يطوي جناحي الطائرة أو يفردهما بوساطة أجهزة القيادة المثبتة أمامه، معتبرة أن تلك الطائرة البلاستيكية هي أحدث الاختراعات في أمريكا.

وتوقع كاتب التقرير أنه إذا قدر لهذه الطائرة الرواج والانتشار، فستكون سببا في حل أزمة المواصلات على “الأرض” نظرا لسهولة استخدامها، غير مستبعد أن تنتقل شكوى الآدميين من الزحام على الأرض إلى الشكوى من الزحام في الفضاء نتيجة كثرة تحليق البشر!

إلا أن الاختراع المذكور، والذي نشرت له المجلة رسمة تخيلية، لم يكتب له النجاح بكل تأكيد، نتيجة فرط بساطة الفكرة وخلوها من معايير نجاحها العملية، حيث كانت أشبه بفكرة مجردة يصعب تطبيقها على أرض الواقع، بالإضافة إلى صعوبة ابتكار طائرة بهذه المواصفات في ظل الإمكانيات المحدودة والمستوى العلمي الذي كان لايزال في مهده بالنسبة لعلم الطيران في ذلك الوقت.

إلا أن اللافت، أن فكرة تحليق الإنسان بآلة تجعله أشبه ما يكون بطائر، دون أن يقود طائرة، بات حلما قريب التحقيق حاليا، بعد مرور قرابة 70 عاما على اختراع الطائرة البلاستيكية، حيث ظهرت العديد من التجارب مؤخرا في عدد من بلدان العالم، استطاع خلالها بعض الشباب التحليق بأبجهزة صغيرة ابتكروها، قد تكون فعلا بداية لانتشار هذا النوع من الطيران في المستقبل.