لم تكن حياة الرسام الهولندي فنسينت فان جوخ سعيدة برغم قصرها، حيث امتلأت حياته باللوحات والأعمال الفنية الخالدة كما امتلأت بالأزمات النفسية والهلاوس والأمراض العصبية، والشائعات أيضاً.
وأشهر الشائعات التي أطلقت حول حياة هذا الفنان الفذ، هي شائعة قطعه لأذنه وإرسالها إلى حبيبته كدليل على فرط حبه وعشقه لها.
وقد أثبتت دراسات تاريخية أجريت مؤخرا حول حياة فان جوخ، أن الفنان الهولندي لم قطع أذنه كما أشيع لإرسالها إلى حبيبته، بل وفي حقيقة الأمر لم يقطع فان جوخ أذنه لإرسالها إلى أحد، ولكنه قطعها في لحظة تشنج عصبي وهياج شديد أصابه في أحد الليالي عندما تشاجر مع صديقه الفنان “بول جوجان”، حيث عمد إلى قطع أذنه بشرفة الحلاقة من فرط الغضب.
وبسبب هذه الحادثة، حاصرته نوبات عدة من الندم والألم النفسي، بسبب إقدامه على أذية نفسه بهذه الطريقة، ما كان سببا في دخوله إلى مستشفى نفسية لبعض الوقت، قبل أن يخرج منها إلى قرية أوفير في مايو 1890.
وخلال حياته القصيرة المأساوية، أنتج فان جوخ ما يقرب من 75 لوحة مرسومة بالألوان السائلة، و100 لوحة أخرى مرسومة بالفحم أنتجها في غضون 70 يوما فقط مدة إقامته في قرية أوفير، قبل أن يفارق الحياة بعد محاوله فاشلة لقتل نفسه بالرصاص، وبالرغم من أنه لم يتمكن من إصابة جسده، إلا أنه توفي في الليلة ذاتها نتيجة الاكتئاب الحاد ونوبات الصرع.