عادت اللاجئة الأفغانية الشهيرة، شربات جولا، والمعروفة باسم “الموناليزا الأفغانية” إلى ديارها في أفغانستان، بعد غياب أكثر من ثلاثين عاما، قضتها كلاجئة في باكستان، بعد التطورات التي شهدتها بلادها في منتصف ثمانينات القرن الماضي.
شربات تحولت إلى أيقونة عالمية تمثل اللاجئين في مختلف بلدان العالم، عندما نشرت مجلة “ناشيونال جيوجرافيك” صورتها في عام 1985، وكانت حينها تبلغ من العمر 12 عاما، حيث كان لصورتها تأثير قوي على كل من شاهدها، لنظرة عينيها المميزتين ولونهما الجذاب.
وباتت شربات حاليا، تمتلك منزلا حصلت عليه كهدية من الحكومة الأفغانية، التي قررت كذلك أن تصرف لها راتبا شهريا لإعانتها وأسرتها بلغ 700 دولار بخلاف الرعاية الطبية.
وأصبحت شربات بذلك واحدة من 17 سيدة أفغانية فقط تمتلك منزلا في أفغانستان، حيث تسلمت مفاتيح شقتها الجديدة في احتفال حضره بعض المسؤولين في الحكومة.
وكانت جولا قد فقدت والديها وهي في عمر السادسة أثناء الغزو السوفييتي لأفغانستان، حيث اضطرت إلى التوجه إلى باكستان سيرا على الأقدام كلاجئة بصحبة جدتها وبعض أقاربها.
وكان السبب في شهرتها حتى أطلق عليها لقب “الموناليزيا الأفغانية”، هو قيام المصور “ستيف ماكوري” الذي كان يعمل لصالح مجلة “ناشيونال جيوجرافيك” بالتقاط صورة مميزة لها باعتبارها نموذج للأطفال الذين يعانون بسبب الحروب والأزمات السياسية، حيث كانت نظرة عينيها المختلفتين سببا في انتشار تلك الصورة بشكل واسع في مختلف بلدان العالم.
والآن أصبحت شربات جولا بمثابة رمز لعودة اللاجئين الأفغان إلى ديارهم، حيث لايزال هناك مئات الآلاف من اللاجئين يسعون إلى العودة.
شربات جولا ألقي القبض عليها العام الماضي من قبل السلطات الباكستانية لاستخدامها بطاقة هوية باكستانية مزورة، وهو عمل شائع يلجأ إليه الكثير من الأفغانيين البالغين مليون لاجئ في الأراضي الباكستانية لا يستطيعون العيش بشكل قانوني، وهو ما جعلها معرضة للسجن 14 عاما ودفع غرامة 5 آلاف دولار.
في تلك الفترة، كانت شربات تعاني من مرض التهاب الكبد الوبائي، ولديها أربعة أطفال تعولهم، بعدما فقدت زوجها قبلها بعام نتيجة إصابته بالمرض ذاته.
وعندما أعلن عن إلقاء القبض عليها، تحولت قضيتها إلى مسألة قومية دفعت السلطات الأفغانية للتدخل وإنقاذها، وبعد احتجازها لمدة أسبوعين، تم إطلاق سراح شربات جولا لتعود إلى أفغانستان بصحبة أطفالها.
من جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن شربات جولا تحولت إلى رمز لكل من أفغانستان وباكستان، لافتة إلى أن الطريقة التي عرضت بها قضيتها على الرأي العام، اعتبرت مهينة للسلطات الأفغانية، وهو ما كان سببا رئيسيا في تدخل السلطات الأفغانية لإعادتها، وإرسال رسالة للجميع مفادها أن أفغانستان الحالية قادرة على استقبال جميع أبناءها في بلدان اللجوء.
وعند عودتها إلى ديارها، استقبلت شربات جولا من قبل الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي سلمها مفاتيح شقتها ووعدها بتوفير الرعاية الطبية والتعليم المناسب لأطفالها.
وحاليا، تستقبل شربات في منزلها العديد من الزائرين القادمين من أماكن عدة، لالتقاط الصور معها، بعدما عرفوا قصتها، حيث تؤكد أنها سعيدة بهذا الاحتفاء.