“إحنا ليه بنروح المدرسة؟”، من الوارد أن يعود إليكِ طفلك بعد أول يوم دراسي له في المدرسة ليسألك هذا السؤال، هذا إذا لم يكن قد طرحه عليكِ من قبل، وغيره من الأسئلة التي تحمل الكثير من علامات الاستفهام.
ولن يكتف هذه المرة بالإجابة التقليدية “لأن هذا أفضل” أو “لأن كل الأولاد الشطار يفعلون ذلك”، بل سيحتاج طفلك إجابة تخصه هو وحده، تحفزه وتشجعه على خوض تجربته الخاصة في هذا العالم الجديد الكبير.
لهذا تجيب الدكتورة دعاء راجح، استشارية الطب النفسي وخبيرة التربية، على هذا السؤال.
أولاً: لا تجيبي على طفلك بهذه الإجابات لأنها خطأ
إذا كانت إجابتك.. “للحصول على المعلومات والتعلم”
فنحن في عصر يمكن لأي شخص الحصول على المعلومات وهو جالس في منزله، دون أن يتحرك من مكانه، ويمكن لطفل في السادسة من عمره تعلم القراءة والكتابة أونلاين وقراءة مئات الكتب عبر الإنترنت.
إذا كانت إجابتك.. “للحصول على الشهادات الموثقة في مراحل التعليم المختلفة”
نسبة كبيرة جداً ممن تعرفهم يعملون في مجالات لم يدرسوها، وأغلب من عملوا في التخصصات التي درسوها لم يطبقوا ما درسوه في المدارس على أرض الواقع، كما أننا لا نذكر الكثير من المناهج التي درسناها في مراحلنا التعليمية الأولى، حيث أن الشهادات والاختبارات ليست مقياس تفوق ونجاح الطفل.
إذا.. لماذا يجب على أطفالنا الذهاب إلى المدارس؟
توضح الدكتورة دعاء راجح بعض الميزات التي توفرها المدرسة لطفلك، والمهارات التي تنمي شخصيته أثناء تقدمه في المراحل التعليمية المختلفة.
1 – المدرسة نموذج مصغر للحياة
دعي طفلك يخوض تجربته الخاصة في المدرسة، النموذج المصغر من الحياة، حيث السعي والعمل لتحقيق المكسب والخسارة وتدرج السلطة، والمسؤوليات، دعي طفلك يحل مشاكله الخاصة وأزماته، يصادف صنوف البشر، فبعض زملائه سيجدهم طيبين وربما يصادف الحاقد والكاذب والعدواني، وعليه أن يتعامل، وكل هذا بمساعدتك ومشورتك التي لا تتعدى حد المشورة حتى لا يعتاد الاعتماد على أبويه في حل مشاكله، والاتكال عليهم.
2 – ليقارن طفلك نفسه بالآخرين
بعض الآباء والأمهات لا يحبون أن يسمعوا هذا ولا يحبوا أن يقارن طفلهم نفسه بأحد، ولكن دون المقارنة والمفاضلة بيننا وبين الآخرين لا نستطيع أن نميز المجالات التي نتفوق بها، فلكل شخص مهارات ومواهب خاصة، ومقارنة الطفل نفسه بزملائه الأفضل منه في بعض المجالات قد تعطيه حافز، ومقارنة نفسه بزميله الأقل إمكانيات منه قد تخفف من شعوره بالذنب عند التقصير، وتجعله يدرك قدراته، حسب سنه، عندما يقارن نفسه بزملاء الدراسة الأكبر سناً.
3 – المدرسة اختبار حقيقي لقدراتك على التربية
عندما يعلق المعلمون في المدرسة على سلوكيات طفلك، فهم يقومون بدور العين الثانية المراقبة على قدراتك على التربية، وعلى ولي الأمر أن لا يتخذ تعليقات المعلمين على سلوك الطفل وكأنها نقد من أجل النقد، ولكن يجب عليه أن يأخذها بعين الاعتبار لأن المدرسة مجال أوسع يكشف سلوكيات الطفل الحقيقية.
4 – لينمي قدرته على اتخاذ القرار
مجرد أن يخبرك طفلك أنه يحب هذه المادة أكثر من هذه، وأنه يفضل هذا النشاط أكثر من هذا، فهذه اختيارات وقدرة على اتخاذ القرار وصولاً لاختيار أدبي أم علمي، وغيرها من القرارات، التي ستتفاجأ بأن طفلك يتخذها من أول يوم لدخوله عالم المدرسة.
وبعدما أدركتي لماذا يذهب أطفالنا إلى المدارس، عليك الإجابة على طفلك ولكن بأسلوب يناسب عقليته وتساعده على استعياب أهمية الدراسة.