كم مرة عاهدت نفسك أن تتجنب النميمة وأن تكون أحاديثك كلها مفيدة إلا أنك تشعر أن هناك ما يدفعك للنميمة بشكل خفي دون أن تعرف السبب؟
هنا كان دور العلم ليفسر ظاهرة حب الناس للنميمة.
عادة ما نجد النساء أكثر حباً للقيل والقال أكثر من الرجال، البعض ينكر هذه الفرضية برغم أن العلم أثبتها فهناك 1% من الرجال يفضلون أحاديث القيل والقال مقابل 32% من النساء تحب معرفة شؤون الآخرين والحديث عنها، ولكن بعيداً عن التصنيف على أساس الجنس فالجنس البشري برمته لا يقام النميمة اللذيذة!
الغريب أن النميمة حول النجاحات الشخصية ليست لها نفس التأثير الإيجابي مثل أسرار الفضائح والأمور التي لا يعرفها أحد.
وعلى الرغم من أن النميمة أمر سيء ولا يحب أحد أن يتناول الآخرون سيرته الشخصية بالحديث من وراء ظهره، إلا أن هناك مشاعر جيدة يشعر بها الأشخاص الذين يتشاركون النميمة وهي الشعور بالأمان والثقة بالنفس!
فعندما يشاركك أحدهم خبر أو سر معك فهذا يجعلك تشعر أنك محل ثقته، وهذا يشعرك بالأمان لأنك محل ثقة شخص مقرب لك.
ويقول عالم الأنثروبولوجيا “روبن دنبار” أن النميمة والقيل والقال لها جزء مسؤول عنها في الخ، ويعتقد أن اللغة خلقت من أجل إشباع الرغبة في التواصل والنميمة، كما أن البشر يشكلون مجموعات على أساس الأشخاص الذين يتبادلون معهم أحاديث القيل والقال.
فيما أثبتت دراسة حديثة أن حوالي 60% من المحادثات بين البالغين تكون عادة عن شخص غير حاضر لجلسة النقاش، وبالتالي ليست هناك حاجة لأن تصاب بجنون العظمة إذا كنت محط أحاديث الآخرين، كما يجب عليك ألا تشعر بالضيق عندما تنجذب إلى النميمة فهناك جزء في عقلك يدفعك لذلك، إلا أن الابتعاد للنميمة أمر ممكن عبر التمرين وتجنب الحديث عن الآخرين الغائبين مع الوقت.