من منا لا يتذكر مشهد الجنازة في فيلم “الكيف” عندما انتابت الفنان يحيى الفخراني حالة من الضحك الهستيري انتقلت تدريجيا لجميع المشاركين في العزاء، قبل أن يقوم نجل المتوفي بطرده من الجنازة؟!

هذا الموقف ربما مر علينا جميعا في الحياة، فهل سألت نفسك سابقا: لماذا تنتابنا حالة من الضحك التي لا نستطيع السيطرة عليها أثناء الجنازات؟

معظمنا يعاني من حالة الضحك غير المقصود في العزاء والمناسبات الجادة أو عندما نرى شخصا يقع على الأرض، حيث تنتابنا رغبة شديدة للضحك في المواقف الحزينة لنجد أنفسنا نضحك بشكل هستيري بالرغم من إحساسنا بالحزن، وكلما حاولنا التوقف كلما ازداد الأمر سوء!

بل إن الأمر لا يتوقف على من يضحك فقط، بل إن المشكلة تكمن في أن الضحك أشبه ما يكون بعدوى، حيث يتسرب بشكل تدريجي إلى كل المحيطين بك، ليتحول الأمر إلى مشهد كوميدي شبيه بمشهد فيلم “الكيف”.

وقد يفسر البعض هذه الظاهرة بأنها استهتار وعدم تقدير للموقف، أو أن من ينتابه الضحك في المواقف الجادة هم أشخاص متبلدي المشاعر، ولكن يبدو أن العلم له وجهة نظر أخرى.

على الأرجح أن حالة الضحك التي تصيبنا في المواقف المأساوية هذه تأتي بسبب الضغط النفسي الكبير الذي يعاني منه الشخص، فيستخدم العقل الباطن الضحك كوسيلة لإنقاذ الموقف وتخفيف حدة التوتر.

وتفسر طبيبة الأعصاب “صوفي سكوت” هذه الظاهرة بأنها وسيلة من وسائل الترابط الاجتماعي وكأن الشخص يقول أنا قريب منك أو أشعر أنني قريب منك، على العكس تماما مما قد يفهم منها.

وتشرح هذه النظرية بمثال عندما يطلق جارك ضحكة مكتومة أثناء ما كنت تحكي له كيف دهست سيارة كلبك الصغير، فلا تأخذ هذا الموقف على أنه استهانة بمشاعرك تجاه كلبك، ولكن تأثره بالموقف وشعوره بأنه قريب منك هو ما دفعه لهذا.