سمسار بريطاني في البورصة أنقذ حياة 699 طفلا وتكتم على الأمر لمدة 50 سنة واكتشفته زوجته بالصدفة، ورتبت له مقابلة بهم بعد أن أصبحوا رجالا ونساء راشدين.
في عام 1939، أثناء الحرب العالمية الثانية كان الشاب البريطاني “نيكولاس وينتون” البالغ من العمر 30 عاما ويعمل سمسارا بالبورصة، شاهداً على اجتياح الجيش الألماني لتشيكوسلوفاكيا، ونقل الأطفال والعائلات لمعسكرات النازيين، وشهد تلك الوجوه التي تنتظر الموت الحتمي في معسكرات النازيين، فنظم حملات لتهريب الأطفال لتشيكوسلوفاكيا وكان أغلبهم من اليهود، وكان هدفه وصولهم إلى بريطانيا مروراً بألمانيا لإيصالهم لعائلات تتبناهم، واستمرت حملاته المنظمة لتهريب الأطفال حتى وصل عدد الأطفال الناجين إلى 699 طفلاً، نقلهم على متن 8 قطارات.
وبعد 50 عاما من هذا العمل البطولي الذي لم يذكره “نيكولاس وينتون” أبدا اكتشفته زوجته عن طريق الصدفة في دفتر كان يسجل به مذكراته عن الحرب، حيث تضمن الدفتر تلك الواقعة بالتفصيل أسماء الأطفال وصورهم ومعلومات عنهم.
وبدورها سعت زوجته لنشر الحقيقة المشرفة عن زوجها للعالم كله، وفي عام 1988، تواصلت مع برنامج تلفزيوني شهير كان يعرض آنذاك اسمه “هذه الحياة”، وبالفعل دعا البرنامج زوجها على أنه فرد من الجمهور الحاضر للبرنامج وتفاجئ البطل بأن المذيعة تعرض أسماء وصور الأطفال الذين تم إنقاذهم، والمفاجأة الأكبر أنه وجدهم يجلسون حوله في مدرجات الجمهور، وكانت لحظة مؤثرة حقاً له ولهم بعد أن اكتشفوا أنهم نجوا بفضل هذا الرجل وليس بفضل الصليب الأحمر كما كانوا يعتقدون.
في عام 2003 منحته الملكة اليزابيث لقب فارس، والعديد من التكريمات والجوائز داخل إنجلترا وخارجها، وفارق “نيكولاس وينتون” الحياة في 1 يوليو 2015، عن عمر يناهز 106 أعوام.
المصدر: justsomething.co