تعتبر النمساوية “كيت برومباخ” شخصية بارزة في التاريخ النسوي العالمي، ليس لدور مؤثر قامت بها في حياتها، ولكن لقوتها الجسمانية الغريبة التي كانت تتمتع بها، والتي كانت سببا في شهرتها الضخمة، حتى أطلق عليها “أقوى امرأة في العالم”.
ولدت كيت برومباخ في فيينا، النمسا، في عام 1884، وكانت هي وأخواتها يتمتعن بقوة استثنائية، تماما مثل والداهن اللذين كانا يعملان بالسيرك.
انضمت كيت وثلاثة من أخواتها للسيرك بطبيعة الحال، ومع الوقت أصبحت كيت أكثرهن شعبية وشهرة، وكانت سر شهرتها لعبة كانت تقدمها على المسرح، حيث كانت تقف وتتحدى الرجال وتقول إنها سوف تعطي مبلغا من المال للرجل الذي يستطيع هزيمتها في المصارعة.
وتشير التقارير التي تناولت قصة حياتها، إلى أنه لم يستطع أي من الرجال التفوق عليها في هذه المنافسات التي كانت تقدمها في السرك ولم تتعرض للضرب أبدا أو الهزيمة في لعبة المصارعة، وكانت هذه اللعبة سببا في تعرفها على الرجل الذي أصبح لاحقا زوجها.
فقد كان ماكس هيمان، أحد الحاضرين ذات مرة في السيرك لمشاهدة عروض كيت، واعتقد أنه قادر على الانتصار عليها بسهولة في المصارعة، لأن كيت مجرد امرأة، إلا أن المفاجأة أن تعرض لهزيمة نكراء منها، ولم يسطتع تذكر كيف خسر القتال، واعتاد أن يقول أن آخر ما يتذكره في هذه المنافسة الوحيدة التي خاضها ضد كيت أنه دخل حلبة المصارعة ثم رأى السماء زرقاء عندما رفعته كيت لأعلى، قبل أن يفقد الوعي، قبل أن يقرر الزواج منها!
وخلال أحد جولات فرقة السيرك في نيويورك فتح مسرح “ساندرينا” تحدي لمن يستطع حمل أكبر ثقل ممكن من الأوزان، وشارك في هذا التحدي لاعب كمال الأجسام وبطل رفع الأثقال يوجين ساندو في مواجهة كيت، وحاول ساندو ممارسة بعض الحيل لكسب التحدي أمام كيت، ليشعرها بأنها ارتكبت خطأ لمجرد تفكيرها في منافسته، وظل يحمل أوزانا أثقل وأثقل حتى فشل في الوصول إلى وزن 136 كيلو جرام على صدره، في حين استطاعت كيت رفع ذلك الوزن بذراع واحدة، وكانت هذه الواقعة الشهيرة سببا في إطلاق اسم “ساندوينا” على المسرح الذي شهد المنافسة، وهي التسمية المؤنسة من “ساندو” بطل الأكسام!
وكانت هذه الواقعة سببا في شهرة كيت العالمية، حيث سافرت بسببها في العديد من أنحاء الولايات المتحدة لتقدم عروضها التي بدأت صيتها ينتشر بشكل كبير.
كما اشتهرت كيت برفع الخيول والمدافع، وكانت في بعض الأحيان تقدم عرضا يتمثل في قيامها برفع زوجها في الهواء، والذي كان يزن 75 كيلو جرام، كما استطاعت أن تحمل ١٤ شخصا من لاعبي الأكروبات على كتفيها!
ظلت كيت التي باتت شهرتها عالمية، وأطلق عليها لقب “أقوى امرأة في العالم”، حتى بلغت الـ64 عاما، حيث قررت التقاعد، وفتحت مطعما في نيويورك مع زوجها، ولاحقا توفت كيت بسبب مرض السرطان في ٢١ يناير عام 1952.