كل ما نعرفه عن الأشياء التي تغرق في البحر أنها تصدأ إذا كانت معدنية أو تأكلها الكائنات البحرية إذا كانت سهلة الأكل، ولكن هل فكرتم في تفاعل الملح مع الأشياء الغارقة في البحر؟ هذا ما فكرت فيه بشكل مختلف الفنانة سيجاليت لانداو.
فقد أقامت “لانداو” معرضا للفن الحديث، تضمنا قطعا فنية غير متوقعة، حيث وضعت فيه تلك الفنانة المختلفة، قطع ملابس وديكور وأحذية جلدية وحتى الفواكه والدراجات، بعدما أغرقتها لسنوات في مياه “البحر الميت” حتى غطت بلورات الملح هذه الأشياء لتكون طبقة سميكة بيضاء فوقها، أكسبتها شكلا جماليا غير اعتيادي.
وعملت الفنانة لمدة 15 عاما على صناعة هذه المنحوتات المختلفة من الملح وألفت لها كتابا بعنوان “سنوات الملح”، وتقول في كتابها إن عملية إغراق الأشياء في البحر الميت تفقد الأشياء خصائصها القديمة وتكسبها صفات جديدة وروحا نقية.
وفي واحدة من أحدث أعمالها الفنية التي أطلقت عليها اسم “عروس الملح”، قامت الفنانة بوضع ثوب أسود يعود لأزياء موضة القرن الـ19، وثبتته بواسطة الشماعات داخل مياه البحر الميت لمدة 3 شهور، حتى أصبح وزن الفستان بعد تبلور الملح فوقه 150 لتر، حيث تحول الثوب لفستان أبيض وكأنه فستان زفاف مغطى برقائق الثلج.
وأخذت عملية إغراق الأشياء وإخراجها من البحر فريق عمل شاق بمشاركة بعض الشاحنات والروافع كون العملية لم تكن بالبساطة المتوقعة، كما أطلقت الفنانة اسم “المعمودية” على تجربتها حيث أنها تغير جوهر الأشياء.