برغم من أن العالم الغربي اعتاد احتقار النساء خاصة في القرن الثامن عشر، إلا أن ذلك لم يمنع الصحافة الأمريكية من الإشادة بعبقرية ودهاء البريطانية “سارة ويلسون” التي وصلت إلى أمريكا وهي خادمة منفية، قبل أن تصبح أميرة بمعنى الكلمة.

ففي عام 1771، حكمت محكمة بريطانية على خادمة تعمل في القصر الملكية تدعى “سارة ويلسون” بالإعدام بعد إدانتها بسرقة مجهورات ملكية وفستان للملكة شارلوت وصورة صغيرة لها.

إلا أنه النجاة كتبت لويسلون، بعدما قرر حبيبها التدخل لإنقاذ، حيث يبدو أنه ادعى أنه هو من سرق هذه المجوهرات ليتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه، ويتقرر لاحقا نفي سارة ويلسون إلى أمريكا على متن سفينة تابعة للسجن، وبيعها هناك بوصفها خادمة إلى مالك مزرعة غني.

لم تستطع ويلسون التأقلم مع حياة العبودية، لذا قررت الهروب بعد فترة وجيزة من وصولها إلى مكان عملها الجديد.

بطريقة ما لا يسطيع أحد تفسيرها، كانت ويسلون لازالت تحتفظ بالمسروقات الملكية في حوذتها، وباستخدام هذه المتعلقات كدليل، استطاعت الادعاء بأنها الأميرة “سوزانا كارولين ماتيلدا” شقيقة الملكة شارلوت.

وألفت ويلسون قصة درامية محبكة قالت فيها إنها الأميرة سوزانا وأنها نفيت إلى أمريكا بأمر من شقيقتها الملكة بعد فضيحة لم تكشف تفاصيلها محاولة الزعم بأن السبب الحقيقي وراء النفي هو الصراع على العرش.

ونتيجة هذه القصة، صدقها الجميع، وعاشت ويلسون في ترف كأميرة حقيقية لمدة عامين، وتتودد إليها الأغنياء والنبلاء وأصحاب المصالح وقدموا لها الهدايا ليحوزا رضاها باعتبارها ملكة إنجلترا المستقبلية.

إلا أن الحظ خالفها في هذه المرة، حيث نشر صاحب المزرعة التي فرت منها ويسلون صورة لخادمته الهاربة ووزعها في أكثر من ولاية، معلنا عن دفع مكافأة مجزية لمن يأتيه بهذه العبدة الهاربة، وكانت هذه الصورة كفيلة بكشف حقيقة ويسلون، التي ألقي القبض عليها وإعادتها إلى مخدومها مقيدة تحت تهديد السلاح.

قد يعتقد البعض أن حياة سارة انتهت هنا، ولكنها بعد عامين من عودتها كخادمة للمزرعة تمكنت من تبادل الهويات مع امرأة أخرى، واستطاعت الهرب مجددا، ولكن هذه المرة قررت أن تتعلم من أخطاء التجربة الأولى، لذا فرعت بعيدا إلى أقصى الشمال حتى تكون في مأمن من يد صاحب المزرعة، ومرت بها الأيام، واستطاعت أن تتعرف على ضابط في الجيش البريطاني الذي وقع فيها حبها وقرر الزواج منها وهو لا يعرف حقيقة قصتها.

اللافت أنه لم تتم إدانة سارة ويسلون بشكل نهائي في أي جريمة من كل تلك الجرائم التي ارتكبتها، وفي النهاية نشرت الصحافة الأمريكية قصة سارة ويلسون بوصفها “العبقرية النسائية الأكثر إثارة للدهشة” مؤكدة أن أمريكا لم تصلها أي امرأة في ذكاء ولا دهاء ويسلون المحتالة.