هل تعلمون شيئا عن الشقة التي كان يحسد العالم كله صاحبها وخاصة سكان باريس؟ إن أول سؤال سيخطر على بالكم هو كم يبلغ سعر هذه الشقة؟ ولكن المفاجأة أن هذه الشقة لا تقدر بثمن لأن مالكها أراد ذلك، فلن يكن يقبل بأي ثمن لبيعها، وهنا سؤال آخر، ولكن ما علاقة ذلك بالعنوان؟! الإجابة هي أن الشقة مخبأة بكل بساطة في برجل إيفل!
فمما لا يعلمه الكثيرون أن برج إيفل أشهر معالم باريس، به شقة سرية مخبأة في أعلى طابق بالبرج، وتعود ملكية هذه الشقة إلى جوستاف إيفل، المهندس الذي صمم البرج.
ففي عام 1890، وبعد سنة واحدة من افتتاح برج إيفل، قال الكاتب الفرنسي هنري جيرار إن جوستاف إيفل كان “موضع حسد كل سكان باريس”.
هذا الحسد، وفقا لـ”جيرار” لم يكن نابعا من الشهرة الكبيرة التي اكتسبها جوستاف كمبدع للبرج، أو الثروة التي جناها من وراء هذا العمل المعماري الفريد، بل جاء من الشقة التي يملكها في أعلى البرج، هذه الشقة التي كان جوستاف فقط هو الذي يمكنه الوصول إليها.
وشهدت هذه الشقة زيارة العديد من الشخصيات البارزة في ذلك الوقت، أبرزهم المخترع الكبير توماس إديسون، وأفادت تقارير عدة أن إيفل تلقى عروضا مغرية وضخمة مقابل قضاء ليلة واحدة في الشقة إلا أنه كان يرفض دائما.
وبعد وفاة جوستاف إيفل، ظلت الشقة مغلقة لعدة سنوات، قبل أن يتم افتتاحها مؤخرا لتصبح متاحة أمام زيارة الجمهور ليدخلها ويشاهد محتوياتها مع بعض المعروضات الخاصة بإيفل وإديسون، كما أن بها تماثيل من الشمع لإيفل وابنته كلير وإديسون، في مشهد مجسم أثناء استضافة إيفل وكلير لإديسون داخل الشقة، كما حفر على جدران شقة برج إيفل أسماء 27 من كبار العلماء والمهندسين الذين عملوا على تصميم البرج وتنفيذه.