هل تتذوق بعقلك أم لسانك، هل ستتذوق الحادق مسكراً إذا قلت لك أن مذاقه حلو؟ بالتأكيد ستكون إجابتنا لا، وأننا نتذوق بألسنتنا ونستطيع التفريق بين الحلو والحادق والطيب والسيء المذاق جيداً.
ولكن هناك دراسة طبية حديثة أكدت أن بعض المعلومات التي يتلقاها الشخص يمكنها أن تحرف وتغير قدرته على تذوق ما يقدم إليه، بعدما أجروا تجربة عملية على تذوق النبيذ، للتأكد مما إذا كان الإنسان يتذوق بلسانه أم بعقله أيضا.
ففي عام 2015، أجرت تجربة تذوق على مجموعة من المتطوعين قيل لهم إنهم سيتذوقون 5 أنواع من النبيذ تتراوح أسعارها ما بين 3 إلى 55 دولار للزجاجة.
وفي حقيقة الأمر كانت الأنواع المقدمة 3 فقط من علامتين تجاريتين مختلفتين، ولكن المتطوعين لا يعلمون هذا وبالفعل تناولوا أنواع النبيذ وبعد دقائق بدأ بعضهم في التمايل وكأنه أصيب بالسكر رغم ردائة الأنواع التي تناولها، فيما أظهر آخرون التلذذ بها والتأثر منها واهتزت لها أجسامهم وقال بعضهم أن مذاقاتها ثقيلة.
ويقول العلماء الذين أشرفوا على التجربة أن الاعتقاد بأن الزجاجات بها مشورب عالي الجودة كفيلة بتغير الكيمياء العصبية لدى الإنسان، حيث يبدأ الدماغ بالتذوق بدلاً من حلمات التذوق الموجودة في اللسان، مؤكدين أن السعر واحدا من العوامل التي لها القدرة على تغيير كيمياء التذوق!
واكتشف الباحثون أيضا أن المستهلكين أعطوا الزجاجات الأثقل أفضل تقييم وكأن الدماغ يربط الكم بالجودة وثقل الزجاجة بجود المشروب بداخلها.
لهذا اعتبر العلماء أن عملية التذوق وتحديد الطعم لا تتوقف فقط على عمل اللسان ولكن العملية كلها تتم من خلال إدراك الشخص لبعض المثيرات الأخرى مثل اللون والمكان الذي يتناول به الطعام وشكل العبوة والرائحة والشخص الذي يقدمه وسعره، بالإضافة إلى ما سمعه مسبقا عن الطعام.