من أطرف المزحات التي تلقيها أمهات الأطفال حديثي الولادة، هي السؤال التقليدي: هل يعرف أحدكم منوم آمن للأطفال؟!
تلقي الأمهات هذه المزحة ولا تعرف أصلها التاريخي، ولا تدري أنه كان هناك بالفعل دواء شهيرا واسع الانتشار أطلق عليه “مهدئ الأطفال” ظل متداول بين الأمهات لعدة عقود قبل اكتشاف خطره القاتل.
فقد انتشر دواء حمل اسم “مسيز وينسلو”، في القرن التاسع عشر، وكان يباع بوصفه مهدئ للأطفال ومسكن لوقف ألم التسنين والإسهال وأمراض كثيرة أخرى يعاني منها الأطفال عادة في سنواتهم الأولى.
ولكن كان الهدف الرئيسي من إعطاء الأطفال لهذا الدواء هو منعهم من البكاء في المقام الأول، وهذا ما كانت تدور حوله أغلب المواد الدعائية لهذا المشروب، وكان لديهم إعلانات شعبية تحتوي على صور محلية جذابة للأمهات والرضع، وأشادت العديد من الأمهات بمدى نجاحه في وقف أطفالهن عن البكاء وتهدئتهم حتى يغطون في نوم عميق.
ولكن.. ما كان السر وراء هذا الدواء المعجزة؟ بكل بساطة، لم يكن هذا الدواء السحري سوى شراب المورفين النقي المذاب في الكحول، والذي استمرت الأمهات في إعطائه لأطفالهن حتى عام 1930!
ويعتبر تدوال هذا الدواء أو إعطائه للأطفال كارثة بمعنى الكلمة، حيث أن المورفين والمسكنات الأفيونية القوية التي كانت تذاب معه تسبب آثار جانبية خطيرة للبالغين وتدفع إلى الإدمان، فما بالك عندما تعطى للأطفال الرضع بجرعات مركزة؟!
الشيء الصادم أن تداول هذا الدواء استمر في الأسواق عدة سنوات، ولم يتدخل أحد لمنعه إلا بعدما سجلت العديد من حالات الوفيات بين الأطفال نتيجة تناول جرعات زائدة منه، إضافة إلى اكتشاف إصابة الأطفال بالإدمان بسببه، لنتهي بذلك واحدا من أخطر الأدوية التي كانت تهديد حياة الأطفال في تلك الحقبة.
فهل لازلتي تبحثين عن دواء مهدئ لأطفالك؟ أم أنك تجدين في بكائهم الآن موسيقى عذبة؟!