دوام الحال من المحال.. هكذا علمنا التاريخ، فقد يولد الإنسان في نعيم لا حدود له ويتربى داخل قصور فخمة، ولكن ينتهي به الحال في شقة ضيقة من حجرتين لا يستطيع دفع إيجارها!
ومن أشهر الأمثلة على ذلك، ما انتهت إليه حياة بنات ملك مصر السابق فاروق الأول، فبعدما كن أميرات يشار إليهن بالبنان، تحولن إلى فتيات عاديات بعد ثورة يوليو 1952 ينشدن لقمة العيش الكريمة عبر البحث عن عمل.
فقد غادرت الأميرة فريال، الابنة الكبرى للملك فاروق من زوجته الأولى الملكة فريدة، مع أبيها إلى أوروبا، وكانت بعمر 13 عامًا، وهناك وجدت نفسها مضطرة للالتحاق بكلية السكرتارية، حيث عملت كسكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة عقب تخرجها.
ولم يحالف الحظ الأميرة فريال حتى في زواجها من رجل الفنادق السويسرى جان بيير، فقد توفى منتحرًا بعد عامين من الزواج، وترك لها ابنتها الوحيدة الأميرة ياسمين.
أما الابنة الثانية للملك فاروق، الأميرة فوزية، درست الطيران وحصلت على الرخصة المهنية، وتمكنت من الوصول إلى رتبة نقيب، ثم اضطرت إلى الاعتماد فقط على عملها كمترجمة فورية كوسيلة وحيدة لكسب للعيش، وأهلها لذلك تعدد اللغات التى تجيدها (الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية والعربية).
فيما عاشت الأميرة فادية، الابنة الثالثة للملك السابق، حياة هادئة نسبيا، حيث تزوجت بعد قصة حب من بيير سعيد أورلوف، أحد نبلاء روسيا السابقين، وعملت لسنوات في وزارة السياحة في لوزان بسويسرا، ثم مدربة خيول بعد أن كرست حياتها هي وزوجها لتربية الخيول في مزرعة خاصة بهم.
أما الملك أحمد فؤاد الثاني، الابن الأخير للملك فاروق من زوجته الثانية الملكة ناريمان، فقد عمل فترة في مجال سمسرة العقارات، ثم اختير للعمل كمستشار اقتصادي لبعض الشركات الأمريكية.