أثار مقطع فيديو حديث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أزمة في السعودية، بعدما أكد متداولوه أنه يسجل قيام معتمرين هنود بالتبرك بشجرة عتيقة في بادية بني سعد بمنطقة مكة المكرمة، يعتقدون أنها تعود إلى زمن النبوة.
الفيديو أظهر مجموعة كبيرة من المعتمرين القادمين من الهند، وهم يتمسحون في الشجرة ويقبلونها، بل ويتبركون بكل شيء موجود في المكان المحيط بها من أشجار وأحجار.
تداول مقطع تبرك مجموعة من الهنود المعتمرين بشجرة في #بني_سعد جنوب #الطائف ،يعتقد أنها من زمن النبي ومرضعته حليمة السعدية، وأمارة #مكة تتأكد من صحة هذا المقطع. pic.twitter.com/ju4OAw2dlE
— السعودية اليوم🇸🇦 (@alsaudi_today) ١٢ فبراير، ٢٠١٨
وانتشر المقطع بكثافة على الحسابات السعودية، التي طالبت السلطات بسرعة التدخل ووقف الممارسات التي وصفوها بـ”الشركية”.
وعلى الفور أعلن مسؤولو إمارة مكة، أنها تأكدت من صحة الفيديو والمكان الذي التقط فيه، وسوف تتخذ اللازم، قبل أن تعلن في وقت لاحق، أنها وجهت آلياتها إلى المكان وبدأت في إزالة الشجرة وكل شيء يتم التبرك به في ذلك المكان.
تنفيذاً لتوجيهات أمير #مكة_المكرمة .. دك 4 مواقع فى #بنى_سعد تضم أشجاراً يتبرك بها معتمرون https://t.co/2x3dlFb4oI pic.twitter.com/L3IOHwvyT6
— صحيفة اليوم (@alyaum) ١٣ فبراير، ٢٠١٨
بادية بني سعد
ويعود تاريخ المنطقة التي أزالتها إمارة مكة، إلى قبيلة بني سعد التي جاءت منها السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو المكان الذي قضى فيه الرسول طفولته حتى سن الرابعة.
ويعتقد الكثيرون أن الشجرة العتيقة التي تمت إزالتها، كان يجلس إليها الرسول في طفولته أثناء احتضانه من قبل حليمة السعدية، وأن المكان برمته شهد تجواله صلى الله عليه وسلم وله آثار فيه وأن حليمة شهدت البركة تظهر على ذلك المكان بسبب وجود النبي فيه، حيث أنه غير بعيد عن منزل حليمة السعدية الواقع في قرية الدهاسين حاليا.
وتشتمل تلك المنطقة على العديد من الآثار التاريخية القديمة، كالحصون والمساجد والمنازل التي شيدت على الأنماط المعمارية القديمة، وهناك أحجار أثرية يرجع البعض تاريخها إلى زمن النبوة، وهي الأحجار التي تم دكها في عملية الإزالة.
وتقع بادية بني سعد حاليا، بين محافظتي الطائف وميسان بمنطقة مكة المكرمة، وتتميز بجوها المعتدل طوال العام الذي يجذب إليها الزوار في الإجازات، كما أن بها الكثير من القرى التي تتجاوز الـ300 قرية.