يعلم الكثيرون قصة القديس فالنتين الذي تزوج سرا يوم 14 فبراير لينتصر للحب على قوانين الكنيسة الصارمة والذي من وراء فعلته هذه نحتفل كل عام بعيد العشاق أو عيد القديسين، إلا أن الغالبية العظمى لا يعرفون أن بداية قصة عيد الحب لم تبدأ عند القديس فالنتين، بل يرجع تلك القصة إلى القرن الخامس للميلاد، عندما كان الرومان يحتفلون بعيد “لوبيركاليا”.

ويذكر المؤرخين أن عيد “لوبيركاليا” كان عبارة عن مهرجان يحتفل خلاله الرومان لعدة أيام متواصلة، ويشهد الكثير من الطقوس الغريبة والتي كان أشهرها اقتراع الرجال على النساء، وهو أن يضعوا أسماء الفتيات اللاتي يرغبن في الزواج ويسحب كل رجل سهم، ويتوجه لصاحبة الاسم الذي اختاره من القرعة، ويقضي الاحتفالات بمشاركتها يرقصون ويلعبون وبعد انقضاء المهرجان يمكنه أن يتزوجها إذا رغب في ذلك أو لا!

ومن أكثر التقاليد قسوة في “لوبيركاليا”، قيام الرجال بالتجرد من ملابسهم وضرب الفتيات بالسياط معتقدين أن هذا الضرب يزيد من خصوبة الفتيات، وبسبب هذا التقليد كانت تسقط بعض الفتيات بسبب الأعياء الشديد وربما تسبب ذلك في وفاتها.

وبحلول القرن الخامس كانت المسيحية قد استولت على روما، وكانت لوبيركاليا واحدا من الأعياد الرومانية الوثنية القليلة التي لا يزال يتم الاحتفال بها، حتى تدخل البابا “جيلاسيوس” وقرر إبطال الاحتفال بهذا العيد، بداعي أنه عيد وثني بالكامل ويحمل الكثير من التقاليد الدموية والقرابية البشرية.

وأصر البابا على تحدي الرومان الذين تمسكوا بإقامة العيد، واعترضوا على تعطيله بأن خلعوا ملابسهم وأخذوا يرقصون في الساحات عرايا استعدادا لبدء العيد، إلا أن عزوف الناس استجابة لطلب البابا، أحبط إقامة الاحتفال.

وبهدف ألا يثير البابا غضب الجماهير بسبب إلغاء الاحتفال، قرر استبداله بعيد أقل شعبية، وهو عيد “تنقية مريم العذراء”، وهو العيد الذي تحول لاحقا إلى عيد القديس “فالنتين”، وفي نهاية المطاف أصبح عيد الحب.

واليوم، وبعد مرور ما يزيد على 500 سنة من عيد “لوبيركاليا” وتحوله إلى عيد العشاق، طرأت الكثير من التغيرات على يوم احتفالات 14 فبراير، فأصبحت أسماء النساء توضع على بطاقات معايدة في عيد الحب بدلاً من وضعها في صندوق الاقتراع، وأصبح الرجال يركضون وراء النساء بباقات الورد بدلا من ضربهن بالسياط.