قيراط حظ ولا فدان شطارة، هكذا يقول المثل المصري القديم وهذا تحديدا ما حدث مع أماندا أول سيدة من أصول أفريقية تتمتع بثروة طائلة في الولايات المتحدة الأمريكية، تتمتع بثروة طائلة مثل التي يملكها البيض في المجتمع، وكان حظها السعيد سببا رئيسيا في ذلك الثراء.
ولدت (أماندا أمريكا ديكسون) تحت وطئ العبودية في عام 1849، وكانت ابنة الثري الأمريكي الأبيض “ديفيد ديسكون” من إحدى نسائه من العبيد وكانت تدعى “جوليا” بعدما اعتدى عليها جسديا وهو لم تتجاوز الثانية عشرة من العمر حيث أنجبت طفلتها أماندا وهي في الثالثة عشرة.
وعلى الرغم من البداية القاسية تلك لحياة أماندا، إلا أنها تمتعت بطفولة أكثر تميزا من الفتيات ذوات البشرة السمراء، نتيجة تعلق جدتها لوالدها بها، حيث أخذت في رعايتها وتعهدتها واعتبرتها حفيدة شرعية.
ونتيجة لتعلق الجدة بحفيدة السمراء، أصبحت أماندا مع الوقت سيدة من سيدات الطبقة الراقية، واستطاعت أن تحصل على قدر كبير من التعليم والعزف على البيانو، كما وفرت لها الجدة مناخا بعيدا عن الواقع القاسي الذي كانت تعيشه مثيلاتها من الفتيات السمراوات في الرق.
تحولت حياة أماندا، عندما توفي والدها في عام 1885، حيث فوجئت بأنه ترك لها معظم ثروته بالرغم من أنها لم تكن ابنته الشرعية، بما في ذلك 17 ألف فدان من الأراضي، لتصبح واحدة من أغنى النساء الأمريكيات من أصول أفريقية في القرن التاسع عشر، وهو ما كان سببا في خلق عداوة شديدة بينها وبين أقاربها من البيض، الذي تسبب وجود أماندا في حياتهم في منعهم من الحصول على نصيبهم من ثروة ديفيد ديسكون.
لم تحدث مفارقات درامية كبيرة في حياة أماندا ولم يتعد غضب أقاربها مجرد الغضب والكلمات المنفعلة، حيث غادرت لاحقا مزرعة والدها لتعيش في مجتمع مختلط الأعراق في مدينة “أوجستا” بولاية جورجيا.
واستطاعت الأموال التي ورثتها من أن تمكنها من الالتحاق بجامعة أتلانتا، ثم تزوجت من ابن عمها الأبيض تشارلز وبانكس، وهو ما كان سببا في خمود العداوة من ناحية أقراب أبيها، ثم تزوجت مرة ثانية من رجل من أصول أفريقية من الطبقة العليا يدعى ناثان تومر.
وقبل أن تتجاوز الرابعة والأربعين من عمرها، توفيت أماندا ديسكون في 11 يونيو 1893، بسبب الإرهاق العصبي، تاركة اسمها في صفحات تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية كأول سيدة أمريكية يمكن أن نطلق عليها لقب “مليونيرة” من أصول أفريقية.