يتم فرض الضرائب من الحكومات عادة إما لزيادة الإيرادات أو للحض على تغيير سلوك منتشر بين الناس. إلا أنه على الجانب الآخر، فإن الضرائب تبدو لدى المواطنين شيئا مكروها، لكن كما يقول بنجامين فرانكلين السياسي الشهير وأحد مؤسسى الولايات المتحدة الأمريكية “في الحياة شيئان لا مفر منهما. الموت والضرائب”.
ولعل إطلاع القراء على أغرب الضرائب التي فُرضت عبر التاريخ يجعلهم الآن يدفعون بنفس راضية. فما هي هذه الضرائب الغريبة؟
اللحى
قام بطرس الأكبر الذي حكم الإمبراطورية الروسية ما بين سنة 1682 و1725، بعد عودته من رحلة إلى أوروبا سنة 1698، بفرض ضريبة على من يطلق اللحية، والتي كانت لها مكانة عظيمة فى نفوس الروس قديمًا، بل كات لها مكانة دينية أيضًا للدرجة التي جعلت أحد البطاركة السابقين على بطرس يحرم حلقها في الأساس، بل ويجعله عملا مهرطقا.
قام بطرس بحلق لحيته وأمر كل رجال الدولة بذلك، واستثنى رجال الدين، ثم أرسل مرسومًا إلى جميع أنحاء روسيا يأمر شعبه بحلق لحى جميع الرجال عدا رجال الدين، وأمام المقاومة الكبيرة التى وجدها من رجال الكنيسة، تراجع عن مرسومه، وقرر فرض ضريبة سنوية على كل رجل ملتحي، وصلت إلى 100 روبل كاملة.
ويُقال أيضا أن الملك البريطاني هنري الثامن قام هو الآخر بفرض ضريبة على اللحى خلال العام 1535، لجمع الأموال، ثم تم إيقاف الضريبة بعد ذلك، لكنها عادت مرة أخرى مع تولى ابنته إليزبيث الأولى الحكم، حيث فرضت ضريبة على أي لحية تنمو لأكثر من أسبوعين.
“الكوتشينة”
وعلى الرغم من انتشار أوراق اللعب “الكوتشينة” بين الشعوب والثقافات المختلفة، إلا أن حالها لم يكن كذلك في البداية، حيث قام البرلمان البريطانى بمنعها في القرن الخامس عشر عدا أيام عطلة عيد الميلاد.
وفي القرن السابع عشر وبعد أن قدم صناع أوراق اللعب التماس إلى الملك لدعم صناعتهم، قام بتأسيس شركة لصناعة أوراق اللعب ومنع استيرادها لحماية الصناعة، ومع انتشار اللعبة بشكل كبير قام الملك تشارلز الأول بفرض ضريبة على أوراق اللعب وصلت إلى 6 بنسات، ثم أخذت فى الزيادة حتى وصلت إلى شلنين و6 بنسات، وهو رقم كبير قياسًا على عصره.
ولمنع التهرب من ضرائب أوراق “الكوتشينة” فقد كان يمنع طباعة ورقة “الآس البستوني” إلا من قبل السلطات البريطانية، ولا يسمح بإصدارها حتى يتم دفع ضريبتها، حيث كان يظهر عليه الختم الخاص بدفع الضريبة.
المدهش أن عقوبة طبع تلك الورقة دون دفع الضريبة المستحقة كانت الإعدام.
المدفأة
فرضت الحكومة البريطانية في عام 1660 ضريبة على المدافيء المنزلية، ما جعل المواطنين يتهربون من دفع تلك الضريبة بإخفاء المدافيء بالأحجار أو استخدامها في الطهو. وتم إلغاء تلك الضريبة بعدما تسببت في اشتعال حريق كبير تسبب في احتراق عدد كبير من المنازل عام 1689. ولكنها عادت وفُرضت مرة أخرى.
النوافذ
من أغرب الضرائب التي فرضت في التاريخ هي “ضريبة النوافذ”، إذ انتشرت الفكرة في عدد كبير من الدول الأوروبية، ما جعل أصحاب المنازل يسدون نوافذهم بالطوب، كما صارت المنازل الجديدة كلها بدون نوافذ، وهو الأمر الذي تسبب في مشكلات صحية كبيرة أدت في النهاية إلى إلغائها واستبدالها بضريبة المنازل المعمول بها حتى الآن.
الشمس
قد يندهش البعض من فرض ضريبة بهذا الاسم، لكنها حقيقة، ليس هذا فحسب ولكنها موجودة حتى الآن. ضريبة الشمس معمول بها في جزر “البليار” الإسبانية، ولكن على السائحين فقط مقابل استمتاعهم بالشمس. قدر هذه الضريبة يورو واحد في اليوم، وتدعى السلطات أنها تقوم بصيانة الشواطئ بأموال تلك الضريبة.
الهواء
فيى فنزويلا قامت السلطات عام 2014 بفرض رسوم قيمتها عشرون دولار على الهواء النقى داخل مطار سيمون بوليفوار، ويتم تحصيل الرسوم من جميع المسافرين مقابل ما يستنشقونه من هواء نقي داخل صالة المطار، حيث ادعت الحكومه الفنزويلية أنها تقدم نظام تهوية وتكيف يعتمد على غاز الأوزون، الذي يهدف إلى تحسين صحة المسافرين.
الأمر ليس بدعة، ولكن الإمبراطورية البيزنطية قديمًا كانت قد فرضت أيضا ضريبة على الهواء، يدفعها أصحاب المنازل الفخمة لتمتعهم بهواء أنقى من عامة الشعب في حدائق منازلهم الواسعة.
البطالة
أن تكون عاطلا فأنت ليس مصدر لشفقة الحكومة البيلاروسية، بل أنت هدف لفرض الضرائب. هذا ما حدث بالفعل عام 2012، حيث أصدرت الحكومة هناك قرارًا بفرض ضريبة على العاطلين عن العمل، لأنهم، ووفقا للقرار الحكومي “غير مفيدين للدولة في شيء”، وقد استثنى من القرار الزوجات اللاتي لديهن أطفال حتى السادسة من العمر.
عدم التدخين
فرض الضرائب على التدخين أمر عادي وصحي، لكن العكس هو الغريب. ففي مقاطعة هوبي الصينية انخفضت نسبة الضرائب المدفوعة على السجائر، ما أدى إلى انخفاض مبيعاتها، بل تمت مقاطعتها في عام 2009، ما دعا الحكومة هناك لفرض ضريبة على غير المدخنين، في خطوة لم يُفهم منها هل هي لتشجيع غير المدخنين على التدخين أم من أجل تشجيع المواطنين على الانتحار!