تُمثّل شجرة النسب أو شجرة العائلة الرسم البيانيّ للعلاقات العائليّة في هيكل تقليديّ يصمّم على شكل شجرة تعبّر عن افتخار كلّ عائلة بجذورها وأصولها، كما تساهم في إشهار تاريخ العائلة، إذ تبيّن أسماء كلّ الأقارب والأهل، كما يستخدمها أيضًا العلماء في مجال علم الأنساب لشرح تسلسل الأجيال.
ومؤخرًا، انتهت مجموعة من العلماء والباحثين من وضع “أكبر شجرة عائلة في العالم” تضم نحو 13 مليون إنسان مقسمين على 11 جيلًا وخمسة قرون، أعضاؤها موزعون بين أوروبا وشمال أفريقيا.
وبدأ الأمر حين قرر باحثون أمريكيون التعرف على تاريخ عائلاتهم، وفي بنائهم وتتبعهم للصفات المتوارثة في هذه الشجرة، راجع فريق الكمبيوتر حوالي 86 مليون ملف لشخصيات عامة موجودة على موقع جيني (Geni.com)، والذي يعتبر الأكبر في مجال الأنساب والسلالات. وقد غطت الدراسة 11 جيلًا من هذه العائلة المليونية، بتوثيق تواريخ الميلاد والوفاة والزواج.
أنماط الزواج
وأظهرت نتائج الدراسة، كما نشرتها ناشيونال جيوجرافيك، أنماطا متغيرة للزواج من الأقارب، اختلفت بتطور الأجيال منذ القرن الثامن عشر.
فقبل عام 1750، فإن الرجال والنساء الأمريكان الذين كانوا يتزوجون من الأقارب كانوا يختارون التنقل بدرجات متفاوتة، ضمن حدود ستة أميال، لكنهم بعد 1850 ومع ظهور القطارات اتسعت دوائر سفرهم؛ للبحث عن شركاء الزواج إلى حدود 12 ميلًا، حيث كان من الشائع البحث عن شريك للحياة من الأقارب بحدود أبناء وبنات العمومة إلى الدرجة الرابعة.
وفي عام 1950 أصبحت مسافة السفر للبحث عن زوج أو زوجة تصل بالمتوسط إلى 60 ميلًا.
ولاحظت الدراسة، أن التوقف عن الزواج من الأقارب لم يأتِ بسبب بعد المسافات، وإنما لأن الاتجاهات الاجتماعية العامة أخذت تنأى عن هذا الزواج وتفضل المباعدة بين الأنساب.
ومما أظهره البحث أن المسافة التي كان يسافرها الرجل بحثًا عن زوجة من الأقارب، خلال القرون الثلاثة الماضية، كانت أضعاف المسافة التي تقطعها المرأة عندما تخرج للبحث عن قرين لها من نفس العائلة.
وبحسب الباحثين، فإن الحروب والاضطرابات دفعت الناس إلى الهجرة والاستقرار في مناطق أخرى، والارتباط بآخرين هناك، وربما الموت واندثار عائلاتهم، وأشاروا إلى أن الثورة التي طرأت على وسائل المواصلات أدت إلى زيادة المسافة التي يبحث فيها البشر عن شركاء، فبعد أن كانت الدائرة 8 كيلومترات عام 1800، أصبحت نحو 100 كلم في 1950.
طول الأعمار
وأظهر تتبع هذه الشجرة العائلية الهائلة وجود علاقة بين الجينات الموروثة وبين طول العمر، لكن هذه النسبة أقل كثيرًا مما كانت تتحدث به النظريات العلمية.
كما أظهر تحليل هذه البيانات توجهات تاريخية مثل ارتفاع عدد الوفيات خلال الحروب من الحرب الأهلية الأميركية إلى الحرب العالمية الثانية، وانخفاض وفيات الأطفال خلال القرن العشرين.
ووجد الباحثون أن جينات طول العمر “الجيدة” في المتوسط، يمكن أن تزيد من عمر الفرد بمعدل 5 سنوات.
وكانت شجرة العائلة التي تعد الأضخم، قبل التوصل الأخير للعلماء، تخص الفيلسوف والمعلم الصيني كونفوشيوس المولود في 479 قبل الميلاد، وتمتد لأكثر من 80 جيل وتشمل أكثر من 2 مليون عضو.