من المتعارف عليه أن وتيرة التغيرات التي طرأت على أزياء النساء تسارعت بشكل كبير في النصف الثاني من القرن الماضي، وأخذت في التدرج من ارتداء الملابس الطويلة ذات الأكمام الواسعة، إلى الأزياء الكاشفة للجسد.

إلا أن ذاكرة الإنترنت فتحت الجدل من جديد حول تاريخ بدايات تخلي الأوربيات عن الاحتشام، بشريط فيديو لمشهد تم تصويره قبل نحو حوالي 120 عام في لندن، تظهر فيه النساء بلباس فضفاض وغطاء على الرأس “حجاب”، وهو ما أثار الكثير من النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا.

ومرت ملابس النساء الأوربيات بمراحل متتالية من التطور والتنوع، منها ما استمر إلى عقود طويلة ودائمًا ما يتواجد بشكل أو بآخر في خطوط الموضة ومنها ما اختفى تمامًا.

وظهر جليًا بمتحف للأزياء في بريطانيا، كيف التزمت الأوربيات لفترة من الزمان بارتداء الملابس المحتشمة الفضفاضة حتى تدرجت في الضيق وأخذت شكل الجسد.

ففي نهاية الثمانينات بدأت الأزياء تُصمم بخصور ضيقة وبارزة للفخذين لتصف خصر المرأة، وأصبحت التنانير أقصر قليلًا مما كان معتاد عليه.

وأخدت مرحلة التسعينات منعطف جديد ونقطة تحول في موجات الموضة المختلفة التي تأثرت بها ملايين النساء من خلال المجلات، فقد رُفعت أزياء النساء فوق الركبة حتى منتصف الفخذ، وقد تكون طويلة بفتحتين طويلتين على الجانبين أو بدونهما، كما فُتحت تحت الرقبة والصدر، وصار غيابا واضحا للأكمام يكشف عن أذرع النساء.

واستمرت خطوط الموضة لدى الأوروبيات في التطور بشكل سريع حتى وصلت ذروتها فى فترة الألفية جديدة حيث الملابس القصيرة والبناطيل بأشكال متنوعة ما بين متوسط الطول والطويل جدًا في موضة الشارلستون.

وبالعودة إلى الجدل حول الفيديو المتداول، فقد أشار البعض إلى أن ارتداء النساء الأوروبيات لغطاء الرأس لم يكن بوازع ديني، وإنما بهدف حماية الرأس من تقلبات المناخ، سواء من وهج الشمس أو من برد الشتاء، وفي كل الأحوال كان هو الزي السائد في تلك الفترة التي ولت.