تركت الحضارة المصرية القديمة إرثًا ضخما للبشرية، ونقلت آثارها إلى بقاع بعيدة في جميع أنحاء العالم لازال يتم اكتشافها حتى يومنا هذا.
ففي اكتشاف مذهل ومثير للدهشة، عثر علماء أستراليون على بقايا مومياء فرعونية في تابوت مصري عمره 2500 سنة، بعد أن اعتقد الجميع أنه فارغ لأكثر من قرن ونصف من الزمان.
وكان هذا التابوت معروضًا في متحف بجامعة سيدني في أستراليا طوال العقود الماضية، دون أن يتم فتحه حتى العام الماضي عندها رفعوا الغطاء عن النعش القديم ففوجئوا بوجود بقايا أقدام بشرية وعظام متضررة أعتقد الباحثون أنه ربما حدث ذلك بسبب لصوص القبور.
وخرج التابوت من مصر ضمن أربعة توابيت أخرى حوالي عام 1860 لصالح مؤسس المتحف، وجاء في كتيب استرشادي أنه كان فارغا.
وبدت المومياء الموجودة في التابوت في حالة رثة ولا يمكن تحديد مظهرها أو شكلها، كما عثر بجانبها على العديد من العظام والضمادات وشظايا الصمغيات، وأكثر من 7 آلاف حبة خرز من شال الجنازة.
ويعود تاريخ التابوت إلى حوالي 600 سنة قبل الميلاد، ويظهر أنه كان مخصصا لامرأة اسمها “مير-نيث-إت-إيس” والتي كانت إما كاهنة أو خادمة آلهة.
وفي الوقت الذي أشارت فيه الكتابات الموجودة على التابوت إلى أنه صُنع لأنثى، لفت علماء الآثار إلى أنه يتم إخراج المومياوات أحيانا من توابيتها الأصلية لاستخدامها لاحقا.
ويحاول علماء الآثار الآن كشف غموض المومياء الموجودة في التابوت، باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد وإجراء فحوصات مقطعية.
وتكشف عملية المسح أن البقايا تعود لشخص بالغ فوق الثلاثين، كما توضح أن عظام القدم والكاحل سليمة إلى حد كبير.
ومن الاكتشافات الأخرى المثيرة التي قام بها عالم المصريات، كوني لورد، هو التشابه بين المومياء وتلك المكتشفة في نعش أشهر مومياوات مصر، توت عنخ آمون. ولاحظ لورد أن جمجمة المومياء مملوءة بمادة صلبة، تحل مكان الدماغ.
ومدة البحث المتعارف عليها عن هوية المومياء قد يستغرق شهورا أو حتى سنوات. وسيتم عرض تابوت، مير-نيث-إي-إس، في متحف جديد من المقرر افتتاحه في جامعة سيدني بحلول عام 2020، إلى جانب ثلاثة توابيت أخرى يملكها متحف الجامعة.