تحول التسول في السنوات الأخيرة، خاصة في البلدان العربية، من ظرف طارئ قد يجد البعض نفسه مدفوعا إليه بسبب ظروف قهرية، إلى مهنة جديدة قائمة على الخداع بهدف جمع أموال طائلة.
وخلافًا لقصص المتسولين المعروفة بحيث يتم اكتشاف الثروات بعد وفاة أصحابها، شهدت محافظة الحديدة اليمنية واقعة مختلفة، حيث قررت سيدة يمنية كانت قد امتهنت التسول في السعودية لسنوات، العودة إلى بلدها، بعدما جمعت ثروت طائلة، مكنتها من افتتاح متجر لتجارة الذهب والمجوهرات!
والكشف عن السيدة اليمنية، جاء بعد أن نشر البعض صورا لعدد من المتسولين بهدف فضحهم وتحذير الناس منهم، لتكتشف السلطات اليمنية أن من بينهم تاجرة الذهب التي عادت لتوعها من السعودية، وهو ما كان سببا في القبض عليها.
ولا تقتصر ظاهرة التسول على البلدان العربية، فهي منتشرة في كل بلدان العالم الغنية قبل الفقيرة، حيث وجد فيها محترفي النصب والاحتيال فرصة مثالية لجمع الثروات.
وتتعدد وسائل التسول وصوره وأشكال القائمين عليه بحسب التطور العصري للمتسول الذي يبتغي في نهاية الطريق استجداء قلب البعض وعطفهم وكرمهم للحصول على ما في جيوبهم.
وعلى الرغم من انتشار قصص أولئك المستغلين لعطف الأثرياء، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومات البلدان لملاحقتهم إلا أن ظاهرة التسول ما تزال منتشرة بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، بل أن انتشار قصص المتسولين الذين حققوا أموالا طائلة من ممارسة هذا النشاط شجعت غيرهم على تقليدهم.
وشرعًا، فقد منع الدين الإسلامي التسول وذم المتسولين إلا لحاجة محتمة كالفقر الشديد، أما إذا كان التسول للاستكثار والغنى فقد حرمه الإسلام لما فيه من أضرار على المجتمع واستغلال للناس.