كشفت إحصائية حديثة في كوريا الجنوبية، وجود أزمة زواج وإنجاب مزعجة بين مواطنيها.
ونبهت الاحصائية التي أشارت لها صحيفة “شوزن إلبو”، إلى أن سكان كوريا الجنوبية يعزفون بشكل مقلق عن الزواج والإنجاب، بينما يقبلون بشكل متزايد على الطلاق، وهو ما يشكل تهديدا للنمو الديموجرافي في البلاد.
وشهدت كوريا الجنوبية 264 ألف زيجة فقط، خلال 2017، وذلك بتراجع قدره 6.1%، مقارنة بعام 2016.
ووصل الزواج في كوريا الجنوبية إلى أدنى مستوى له منذ عام 1974، حين كان عدد السكان محدودا جدا، لكن عدد الزيجات كان يفوق 400 ألف في السنة، خلال أواسط التسعينيات، وهبط العدد بعد ذلك إلى 300 ألف زيجة عام 1997، ثم تراجع إلى 200 ألف، في 2017، وهو ما أدى أيضًا إلى تراجع معدل الإنجاب بشكل لافت.
ويصاحب مراسم الزواج في كوريا الجنوبية طقوس وقيود تقف حاجزًا أمام الكوريين، فمن يقرر عقد حفل زواج حاليًا يسعى للحد قدر الإمكان فيما يخص حفل الزفاف والصور والملابس وبعض العادات، والحد من تقليد تبادل الهدايا بين عائلتي العروسين، وهي أحد الممارسات التي تلتهم جزءًا كبيرًا من تكلفة حفل الزفاف الكوري.
ودفعت تكاليف الزواج المرتفعة إلى خلق رغبة متزايدة بين الكوريين، وكذلك خشية لدى الشباب من البطالة ومصاريف السكن ورعاية الأطفال، لاسيما النساء، للعيش بمفردهن، ففي نهاية عام 2016، كان يوجد ما يقرب من 5.27 مليون أسرة عبارة عن شخص واحد، مما يجعلها أكبر نوع من أنواع الأسر التي تعيش في البلاد حيث تمثل 27.8٪.
وفي الوقت الذي يتقدم فيه السكان في العمر حيث يبلغ عدد من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا 51 مليون شخص، وصل عدد الأطفال لكل امرأة إلى مستوى منخفض أيضًا (1.05)، أما بالنسبة لمتوسط العمر الذي تحصل فيه المرأة الكورية على أول طفل لها في سن 31 عاما.
ولا تقف أزمة كوريا الجنوبية الأسرية عند تراجع الزواج، بل إن الطلاق يتزايد أيضا، ففي 2017، أقدم 33 ألفا من الأزواج الكوريين الجنوبيين الذين عاشوا مع بعضهم البعض لعشرين عاما، على الطلاق.