تحتضن خزانات المكتبات الألمانية مجموعة من المخطوطات الإسلامية النادرة من مختلف العصور بينها نسخة من المصحف الكريم يُعتقد أنها كتبت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي 20 إلى 40 عامًا، لتعد واحدة من أقدم المخطوطات القرآنية على الإطلاق.
وسلطت إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله” الضوء على بعض المكتبات والجامعات الألمانية التي تحتوي على مخطوطات قرآنية قديمة من شأنها أن تلقي الضوء على حقب مهمة من تاريخ الإسلام.
ففي مكتبة برلين الحكومية، توجد مخطوطة إسلامية تتألف من سبع رقوق، صنفت كأقدم مخطوطة قرآنية في العالم، وصلت إلى ملكية المكتبة عام 1940، مكتوب عليها آيات بالخط الحجازي من سورة “النساء” ويبدو فعل الزمن عليها بعض الشئ، فتظهر بها بعض الثقوب، وحروق طفيفة من الجوانب، وزوايا مهترئة، ما جعل من الصعب تحديد موطنها الأصلي.
وبفحص عينات هذه المخطوطة التي أرسلت إلى المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ، لتتعرض لاختبار بتقنية الكربون المشع لتحديد عُمر الرَق، كجزء من مشروع بحثي عالمي يهدف إلى محاولة تتبع تاريخ كتابة القرآن، جاءت النتيجة بتحديد عمر الجلد المستخدم في الكتابة وليس عن تاريخ الكتابة نفسها.
أما في مكتبة جامعة توبينجين فقد عثر باحثون على نسخة من المصحف يعتقد أنها تعود إلى عصر الخلفاء الراشدين أو أوائل عصر الدولة الأموية. وصلت إلى مكتبة الجامعة الألمانية عام 1864.
واستقبلت مكتبات ألمانيا مجموعة من المخطوطات المهددة بالتلف في تمبوكتو، بهدف ترميمها وابعاد التشوهات التي لحقت بهذا الإرث الانساني العالمي.
ففي عام 2012 دمر متشددون إسلاميون في مالي الكثير من مخطوطات تمبكتو، وهي مجموعة من المخطوطات تصل إلى 700,000 مخطوطة أكثرها باللغة العربية أو بلغات محلية كتبت بحروف العربية، لكن تم إنقاذ الكثير منها ووصلت إحدى تلك المخطوطات إلى جامعة توبينجن لحفظها من التلف وإجراء أبحاث عليها، كما وصل عدد آخر فيما بعد إلى مكتبة برلين الحكومية.
ومنذ عام 2007 تدير ألمانيا مشروعا تابعًا لأكاديمية العلوم برلين- براندبورج يبحث في النصوص القرآنية من أجل وضع تفسير شامل لها في سياقها التاريخي.
وفي ألمانيا، يعد حفظ القرآن عن ظهر قلب تقليد يتوارثه المسلمون جيل بعد جيل في البلد الأجنبي، كما توجد ترجمات عديدة للقرآن إلى اللغة الألمانية، قام بها ألمان وغير ألمان، مسلمون وغير مسلمين.