كشفت بردية مصرية موجودة بالمتحف البريطاني في لندن، توثيق واقعة تحقيق مع أحد العمال في منطقة للحرفيين المصريين المتخصصين في النقش على مقابر الفراعنة، عن “أقدم حادثة تحرش جنسي في التاريخ”، والتي وقعت قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.
وبحسب تقرير نشره موقع “كوارتز أفريكا” الأمريكي، فإن بردية موجودة بالمتحف البريطاني تحت عنوان “سالت 124” روت قصة نحات قبور ماهر يُدعى “بانيب” متهم بالفساد والتحرش.
والبردية التي يعود تاريخ كتابتها إلى حوالي العام 1200 قبل الميلاد عبارة عن شكوى مرفوعة من نحات يُدعى “آمن نخت” إلى الوزير “حوري”، يشكو فيها سلوك رئيس العمال في طيبة -مدينة الأقصر حاليا- “بانيب”، وسرقة وظيفته التي كان من المفترض أن يشغلها “آمن نخت”، وأخذ البضائع من المعابد والمقابر الملكية وإلحاق الضرر بالأرض المقدسة والكذب تحت القسم والاعتداء بالعنف على تسع رجال في ليلة واحدة، واقتراض العمال الملكيين لاستخداماته الخاصة”، بالإضافة إلى ارتكابه الزنا مع ربات البيوت.
كما اتهمه بجرائم اغتصاب وأخرى بالفسق والتي كان ابن بانيب نفسه شاهد على والده فيها، حيث كان شريكا معه في إحدى جرائم الاغتصاب، وبالنهاية حكم عليه بالإعدام، ما أكد أن ارتكاب مثل هذه الجرائم في العصور القديمة كان ذنبا لا يغتفر.
وتضمنت البردية أيضًا أسماء العديد من النساء اللواتي يدعي “آمن نخت” أن “بانيب” اعتدى عليهن أو كانت لهن علاقة غير مشروعة معه، ويكمن الغموض في الوثيقة في ما يتعلق بما فعله بانيب تحديدا مع أولئك النساء، ولكن في إحدى الحالات، ذكر أنه جرد امرأة تدعى يايم واو من ملابسها وأقدم على اغتصابها.
وتعرف العلماء على تاريخ حياة بانيب منذ أن اكتشف عالم الآثار المصرية هنري سالت، ورقة البردي في القرن التاسع عشر، وقرر الخبراء إعادة النظر في هذه الرسالة، التي توجد في حيازة المتحف البريطاني، للتعرف على التوجهات الثقافية القديمة تجاه السياسات الجنسية، حيث أنه من المتوقع أن تكون هي الرسالة الوحيدة التي تسجل حالة اعتداء جنسي.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن ترجمات قديمة للبردية لم تكن تركز بشكل خاص على اتهامات التحرش المدرجة فيها، لكن في العصر الحديث وبعد حملة “أنا أيضًا” التي أطلقتها نساء ضحايا لجرائم تحرش، أصبح من الممكن قراءة البردية على ضوء جديد.