بدأت وزارة الآثار المصرية في تنفيذ قرارها الخاص بفك واقتلاع 55 منبرا أثريا من أجمل منابر مساجد القاهرة التاريخية، ونقلها من أماكنها تمهيدا لتخزينها في مخازن متحف الحضارة، لحين إعادة عرضها لاحقا، وهو ما اعتبروه كثيرون محاولة لإفراج المساجد التاريخية من محتوياتها المعمارية والأثرية المتميزة.
وقالت صحيفة “الأهرام” التي حضرت تفكيك أول هذه المنابر، وهو منبر مسجد ومدرسة “أبو بكر مزهر”، إن 17 منبرا من منابر مساجد القاهرة التاريخية تعرضت لحوادث سرقة خلال الخمسة عشر عاما الماضية، ودائما ما كان الفاعل مجهولا، بينما يتم تبادل الاتهامات بين وزارتي الآثار والأوقاف، فالأولى لها مسؤولية أدبية وقانونية على تلك المقتنيات الأثرية، والثانية تملكها بشكل فعلي وتديرها.
وأوضحت الصحيفة أن عملية تفكيك منبر “أبو بكر مزهر” تمت في سرعة غير معهودة لم ستغرق سوى ساعات معدودة، حيث تم تغليق القطع بورق البلاستيك وألواج من الإسفنج وربطها معا تمهيدا لدفنها في المخازن!
ونقلت الأهرام عن المشرف على مناطق آثار القاهرة الدكتور أبو بكر عبدالله، أن هذه الخطوة تتم بسبب عجز الوزارة عن حراسة كل المساجد الأثرية في ظل ارتفاع معدل السرقات، متهما وزارة الأوقاف بالتراخي بصفتها المسؤولة عن إدارة هذه المساجد.
ومما يكشف العشوائية والسرعة غير المبررة في عملية تنفيذ القرار الغريب، هو ما حدث من مشادة بين مسؤولي الأوقاف والآثار في مسجد أبو بكر مزهر، حيث تقول الصحيفة أنه أثناء عملية الفكر، دخل اثنان من المشايخ للمكان قالا إنهما وكيلا وزارة الأوقاف، ارتفع صوتهما مطالبين بتفسير ما يحدث في المسجد وعندما أخبرهم مسؤولو الآثار بقرار مجلس الوزراء الذي يتم تنفيذه اعتراضا لكون الوزارة لم تخبر الأوقاف ولم تستطلع رأيها وحدث جدال شديد بين الطرفين، الأوقاف تعلن أنه لم تعلم بالأمر والآثار تصر على أنهم أخطروا الأوقاف قبل يومين بالقرار.
ومما يثير الشك بشكل أكبر في هذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بناء على توصية من وزارة الآثار، أن نص القرار نفسه تضمن جملة “مع مراعاة عدم الإعلان عن هذا الموضوع”!! فإذا كان الهدف هو حماية الآثار، فلماذا هذه السرية المريبة؟
الغريب أيضا، عملية التفكيك تم البدء فيها بسرعة كبيرة، قبل حتى أن يتم توفير المبالغ المالية المطلوبة لشراء أو تصنيع بدائل أخرى لهذه المنابر لوضعها في المكان ذاته، أي أن هذه المساجد الأثرية ستظل فارغة من المنابر عدة شهور!
للاطلاع على كامل تقرير الأهرام اضغط هنا