لليهود مزارات ومناطق مقدسة يحجون إليها بأعداد كبيرة كل عام، ليس فقط بيت المقدس التي يحج إليها الذكور من اليهود ثلاث مرات في السنة، لكن هناك مزارات أخرى، مثل “معبد الغريبة” في جزيرة جربة التونسية، التي يستعد اليهوم بالتوجه إليه في الأول في مايو.

و”معبد الغريبة” في تونس، هو أول معبد يهودي في إفريقيا، يحج إليه نحو ثلاثة آلاف يهودي في الأول من شهر “مايو” كل عام، ويستمر حجهم لمدة ستة أيام لممارسة طقوس وشعائر يهودية خاصة في ذكرى وفاة أحد الأحبار اليهود قبل 100 عام، في “الكنيس” الذي سمي على اسم طفلة يهودية نبذها أهلها، فاتخذت مقرًا لها خارج حارة اليهود، وظلت هناك حتى ماتت.

ويعد كنيس الغريبة أو “معبد الغريبة” أقدم كنيس في إفريقيا وأحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، وتوجد فيه واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم، وتقول لافتة معلقة داخل الكنيس ومكتوبة بأربع لغات “العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية” (يرجع عهد هذا المقام العتيق والمقدس المعروف بالغريبة إلى عام 586 قبل الحساب الأفرنجي، أي منذ خراب الهيكل الأول لسليمان، وقد وقع ترميمه عبر العصور).

وقالت وسائل إعلام تونسية، إن السلطات استعدت لزيارات اليهود هذا العام بإجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي “عمليات إرهابية”، حيث دأبت السلطات التونسية على اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية خلال موسم الاحتفالات اليهودية السنوية.

وكان الكنيس اليهودي تعرض يوم 11 أبريل 2002 لهجوم بواسطة سيارة بها صهريج معبأ بغاز الطهي، وخلفت العملية التي تبناها تنظيم القاعدة 21 قتيلًا، منهم 14 سائحًا ألمانيًا وفرنسيان و5 تونسيين.

ويشكل اليهود في تونس أكبر الجاليات اليهودية بالمنطقة العربية، ولكن أعدادهم تناقصت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فبينما كانوا حوالي 100 ألف نسمة عام 1956، إلا أنهم غادروها إلى أوروبا وفلسطين، وتضاءل العدد اليوم إلى أقل من 2000 نسمة يقيمون في جربة وتونس العاصمة وبعض المدن الأخرى.