في عام 1923، نشرت عدد من الصحف الأمريكية تقاريرا صادمة شكلت ضجة كبيرة في المجتمع الأمريكي، بعدما كشفت من خلالها أن صيادين أمريكين اعتادوا استخدام الأطفال الرضع السود كطعم لاصطياد التماسيح!

وقالت الصحف حينها، إنه خلال الفترة من عام 1870 حتى 1920، اختفى كثيرون من الأطفال الرضع السود، الذين كان يعيش آباؤهم وأمهاتهم تحت وطأة العبودية، وهو ما دفع الصحف لإجراء تحقيقات صحفية موسع للبحث عن أسباب اختفاء هؤلاء الأطفال.

وأضافت الصحف إلى أنها توصلت إلى أن سبب اختفاء مئات الأطفال راجع إلى الصيادين ذوي البشرة البيضاء، الذين كانوا يقومون باختطافهم من أمهاتهم أثناء عملهن في الحقول، ثم يلقون بالأطفال كطعم لاجتذاب التماسيح في مياه مستنقعات ولاية فلوريدا الأمريكية.

وبينت أن الصياد كان يقوم بربط الطفل الرضيع بحبل ويلقي به في مكان مرور التماسيح، ليظل الطفل يبكي لساعات طويلة، حتى يجذب إليه التمساح، الذي يتوجه مباشرة لالتهامه، فيقوم الصياد بإيقاع التمساح في شراكه وقتله تمهيدا لاستخدام جلوده في صناعة الأحذية والحقائب.

وبالرغم من أنه في بعض الأحيان كان يتم اصطياد التمساح قبل التهامه للطفل، إلا أن ذلك لم يكن يعني نجاة الطفل من الموت، بل كان يعني بقائه لعدة أيام أخرى لحين استخدامه كطعم مجددا في تجربة صيد شبيهه.

التقارير التي أحدثت أزمة في الأوساط الأمريكية، دفعت سلطات منطقة شيلبي في ولاية فلوريدا لنفي هذه القصة، مؤكدين أنها ضربا من الخيال ولا تمت للواقع بصلة، إلا أنهم في الوقت نفسه عجزوا عن تبرير اختفاء الأطفال ذوي البشرة السوداء خلال الفترة من 1870 حتى 1920.

وكان أقوى دليل استندت إليه الصحف في تقاريرها، هي شهادة أحد الرجال ذوي البشرة البيضاء الذين كانوا يشاركون في عملية اصطياد التماسيح، حيث اعترف وهو على فراش الموت لأبنائه وأحفاده أنه كان شاهدا على واحدا من تلك الجرائم التي استخدمت فيها الأطفال السود كطعم.