فوق جزيرة نروجية يبلغ عدد سكانها 2144 شخصًا فقط، وتقع أقصى شمال الكرة الأرضية، يعتبر الموت في هذه المنطقة بمثابة عمل “غير قانوني”!
وتثير جزيرة “لونجياربين” النرويجية التي تعد المكان الأكثر تجمدا في العالم، رعبا حقيقيا للعلماء، فالأرض مجمدة طوال الوقت، سواء الطبقات العليا أو السفلى بسبب انخفاض درجة الحرارة الشديد، وجثث سكانها لا تتحلل منذ عام 1918، وهو ما دفع بالسلطات إلى حظر دفن جثث الموتى داخل الجزيزة.
وحاول باحثون دوليون دراسة الظاهرة التي بدأت في الجزيرة مع تفشي فيروس الإنفلونزا الإسباني في عام 1918، لوضع حد لها، حيث عبروا عن مخاوفهم من تكدس المقابر بالجثث غير المتحللة.
ومنذ عام 1950 حظرت السلطات في لونجياربين دفن الجثث وذلك عندما اكتشفوا بالصدفة عدم تحلل الجثث المدفونة في المقابر، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن، يتم نقل مرضى الجزيرة في أيامهم الأخيرة للبر الرئيسي ليدفنوا هناك.
واستخرج الباحثون مؤخرًا عينات من فيروس الإنفلونزا الإسباني من بعض الجثث، وذلك لدراسة المرض في محاولة منهم لمنع الظاهرة.
ويرجع البعض سبب عدم تحلل الجثث إلى أن الجليد يحافظ على الجثث من التحلل، وفي حالة إصابة المتوفي بمرض ما فإن المرض لن يموت في الجليد، وسيكون معدي لباقي سكان الجزيرة.
وللتغلب على هذه المعضلة تم إصدار قانون يلزم بعدم دفن جثث الموتى في الجزيرة، ونقل المرضى والمسنين لقرية أوسلو المجاورة بحيث يتم دفنهم هناك إذا ما وافتهم المنية.