قبل عشر سنوات من الآن، كان الطفل الروسي “بوريس كيبريانوفيتش” -أو بوريسكا كما عرف لاحقا- حديث مختلف وسائل الإعلام العالمية، بعدما زعم أنه جاء من المريخ لإنقاذ الكرة الأرضية من حرب نووية وشيكة!
ادعاء كهذا لم يكن ليفت الأنظار إلى الطفل غريب الأطوار، حيث كان من الطبيعي أن يتجاهله الجميع على اعتبار أن ما يقوله ليس إلا خيال أطفال، إلا أن التفاصيل التي سردها الطفل جعلت الجميع ينتبه له وينصت إلى حديثه الغريب.
فما هي قصة هذا الطفل؟ وما الذي قاله عن أبو الهول ونهاية العالم؟ وأين اختفى بعدما كان ملء السمع والبصر؟!
قدرات خارقة
قالت صحيفة “صن” البريطانية في تقرير قديم لها، إن “بوريسكا” ولد عام 1996، ونقلت عن والدته التي تعمل طبيبة، قولها إنها شعرت أن ابنها مميز بعد أسبوعين فقط على ولادته، حيث كان يحاول الوقوف على قدميه دون مساعدة من أحد وهو ما كان سببا في دهشة الجميع.
وتقول الأم إن “بوريسكا” بدأ ينطق بعض الكلمات وعمره لم يتجاوز أشهر معدودة، وعندما بلغ العام ونصف العام كان قادرا على قراءة بعض الكلمات والرسم والتلوين.
وفي الثانية من عمره، أرسلته والدته إلى الروضة، حيث أدهش كل معلميه الذين اعتادوا الوقوف أمامه مبهورين وهم يشاهدونه يقوم بالكتابة والقراءة بالإضافة إلى إظهاره قدرات ذهنية غير طبيعية في الحفظ والتذكر.
وطوال هذه الفترة، تؤكد الأم أنها لم تتعمد لا هي ولا زوجها تعليم طفلهما المميز أي شيء عن الفضاء أو الكواكب، قبل أن يفاجئا بحديث ابنهما المطول عن المريخ.
حياة سابقة
تقول الأم بحسب صحيفة “صن”، إنه تفاجأت بأن طفلها يعرف أشياء كثيرة ومعقدة عن النظام الشمسي والكواكب والمجرات، ويتحدث عن حضارات قديمة خاصة الحضارة المصرية وعن علاقتها بكائنات كانت تعيش على المريخ، كما كان يتحدث عن حضارات غامضة لم تسمع بها من قبل.
ولم يمر وقت طويل، حتى بدأ الطفل يدعي أنه كان يعيش حياة سابقة على كوكب المريخ الذي ولد عليه قبل سنوات طوال!
عندما بدأت أخبار “بوريسكا” تصل إلى وسائل الإعلام أخضعه عدد من الأطباء للفحص والاختبار، وأكدوا أن مستوى ذكائه عادي ويمكن وصفه بأنه “فوق المتوسط” ولكن ما لاحظوه حقا هو أن الطفل لديه معرفة واسعة ومثيرة للدهشة عن الفضاء ونظم الكواكب والنجوم، وهي معرفة يصعب على طفل مثله استيعابها أو تلقيها.
قصة محيرة
“بوريسكا” اعتاد أن يروي قصة حياته الماضية في عدد من النقاط المحددة التي لم يغير تفاصيلها إطلاقا، حيث قال إنه ولد في المريخ، وأرسل إلى الأرض لإنقاذ البشر من حرب نووية أوشكت على الاندلاع وسوف تقضي على العالم أجمع.
وادعى الطفل أن مواطني المريخ تعرضوا لحرب نووية شبيهة قبل آلاف السنين كانت سببا في القضاء على الغالبية العظمى من سكان الكوكب الأحمر، وهو ما دفعهم إلى إرسال بوريسكا إلى الأرض لتجنيب البشر النهاية ذاتها.
وحذر “بوريسكا” العالم من أنه إن لم يستمع إليه قادة الدول فإن الأرض ستواجه مصيرا كارثيا مروعا.
غرائب الطفل لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصل بقوله إنه ليس الطفل الوحيد الذي أرسل من الفضاء الخارجي إلى الأرض، بل إن هناك آخرين مثله تم إرسالهم في مهام مختلفة ومحددة لإنقاذ البشرية.
وبحسب قصته، فإن هناك بعض سكان المريخ الذين لازالون يعيشون على الكوكب الأحمر بالرغم من الكارثة التي تعرض لها الكوكب قبل آلاف السنين، لافتا إلى أن هؤلاء هم من استطاعوا النجاة من الحرب النووية، وأنهم يعيشون حاليا تحت سطح الكوكب، حيث يتنفسون ثاني أكسيد الكربون.
وتابع أن سكان المريخ يتوقف نموهم عند سن الـ35، وأنهم سرمديون، ولديهم أجسام طوال قياسا على أطوال سكان الأرض، ومتقدمين تقنيا حتى أنه يمكنهم السفر بين النجوم.
وزعم الطفل أنه عندما كان عمره 14 أو 15 عاما أثناء حياته على المريخ، كان المريخون يشنون العديد من الحروب فيما بينهم، لذا كان عليه في كثير من الأحيان المشاركة في الغارات الجوية مع صديق له، زاعما أن سكان الكوكب الأحمر يمكنهم السفر في الزمان والمكان في رحلات فضائية من نوع خاص، وأنهم يقومون بمراقبة الفضاء الكوني بواسطة مركباتهم المعقدة للغاية.
الهرم وأبو الهول
أما عن حديثه عن الأرض، فقد تحدث كثيرا عن الحضارة المصرية القديمة، مؤكدا أن الهرم الأكبر بالجيزة يخفي الكثير من الأسرار المذهلة التي لم تكتشف حتى الآن.
ومن الأشياء الغريبة التي لاقت انتشارا واسعا في الإعلام العالمي حينها، ما ذكره عن تمثال أبو الهول، حيث قال إن هناك بوابة ما خلف أذن أبو الهول يمكن من خلالها الدخول إلى التمثال، وإذا ما تمكن البشر من الولوج إليه فإن شكل الحياة على كوكب الأرض سيتغير.
وكان حديثه عن أبو الهول واحدا من الأسباب التي دفعت الكثيرين لتصديق روايته الغريبة، حيث اكتشف لاحقا وجود حجر غائر أسفر أذن أبو الهول وكأنه يسد مدخل ما، حيث اعتبر الكثيرون ذلك دليلا على صحة رواية “بوريسكا”.
اختفاء غامض
وكما ظهر فجأة ليشغل العالم، اختفى أيضا فجأة، فبعد أشهر قليلة من شهرته العالمية، اختفى “بوريسكا” تماما هو ووالدته، وفشل كثير من الصحفيين الذين حاولوا الوصول إليه في العثور عليه أو تعقبه، ولا يعرف أحد مكانه حتى الآن، حيث من المفترض أن يكون قد بلغ الـ22 من عمره، وبالرغم من ذلك، لن تجد له أي صورة على الإنترنت وهو في هذا السن، حيث انقطعت كل الأخبار عنه وهو في سن الثانية عشرة، وأغلب الصور المنشورة له في هذا التقرير مأخوذة عن فيلم وثائقي صوره أحد المراكز العلمية معه قبل عشر سنوات، وهو الفيلم المعروض في نهاية التقرير.
ويزعم بعض سكان مدينة فولوجراد الروسية التي كان يسكن بها “بوريسكا” أنه ذهب ووالدته إلى قرية نائية ويقيم فيها حاليا تحت حماية الحكومة الروسية، وأن محاولة الوصول إليه ستكون غير مجدية.
اختفاءه الغامض والمفاجئ، فتح الباب أمام الكثيرين ممن يصدقون روايته للزعم أنهم تواصلوا معه سرا، وأنه أخبرهم أنه يعيش بشكل طبيعي مع والدته في مكان ما بعيد، ملمحا إلى أن قرار ابتعاده راجع إلى السلطات الروسية.
وبالرغم من الخيال غير المحدود الذي حفلت به رواية “بوريسكا”، إلا أن حتى الذين يرفضون تصديقه، يؤكدون أن روايته للقصة محكمة، وكأنها سيناريو فيلم خيال علمي جيد الحبكة.