شهدت مدينة مطاي بمحافظة المنيا، صباح السبت (28 يوليو 2018) قيام مجموعة من الشباب القبطي بهدم مدفن “مرقس جرجس سعد”، باني كنيسة مطاي القديمة، بناء على طلب من أسقف مطاي الأنبا جوارجيوس، بعد ما يزيد على 3 أشهر من هدم الكنيسة نفسها، وهو القرار الذي يتوقع أن يثير أزمة كبيرة، بعدما أعلنت الدكتورة مونيكا حنا عضو الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار، وحفيدة “مرقس سعد” أنها بصدد مقاضاة كل من شارك أو حرض على عملية الهدم.

القصة بدأت في شهر أبريل الماضي عندما أصدر كل من كنيسة مطاي ومحافظة المنيا، قرارا بهدم كنيسة “مطاي القديمة” والذي يصل عمرها إلى 90 عاما، بحجة أنها أصبحت لا تستوعب أعداد الزائرين، وبهدف بناء كنيسة أكبر على المساحة ذاتها، وهو القرار الذي أثار دهشة وغضب أقباط المنيا حينها.

ونقلت صحيفة “الدستور” المصرية وقتها عن مصدر كنيسي لم تسمه، قوله إن السبب وراء هدم الكنيسة لا يرجع فقط لضيق المساحة، ولكن أيضا لوجود خلافات شخصية من قبل أقارب باني الكنيسة “مرقس جرجس سعد” الموجود مدفنه داخل الكنيسة، حيث أصر الأنبا جورجيوس أسقف مطاي وتوابعها على الهدم لأنه يرى “أنه لا يجوز طقسيا وجود مدفنة بالكنيسة لأشخاص عاديين”، وهو السبب الرئيسي للخلاف بين عائلة باني الكنيسة والمسؤولين عنها.

وبعد إصدار القرار تم هدم الكنيسة بكاملها مع الإبقاء مؤقتا على ضريح “مرقس جرجس سعد”، قبل أن يتفاجأ أهل المنيا صباح اليوم بهدمه بمعرفة مجموعة من الشباب، بناء على طلب من مسؤولي الكنيسة، بشكل عشوائي دون أي مراعاة للرفاة الموجودة بالمدفن والتي لا يعرف حالتها حتى الآن.

من جانبها، قالت مونيكا حنا، عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن جدها لأمها “مرقس جرجس سعد” قام ببناء الكنيسة من أمواله الخاصة سنة 1928 بأمر من القيسي باشا وزير الداخلية حينها، بعدما عجز أهل مطاي عن بناءها لضعف الإمكانيات، وبعد ست سنوات، عندما توفي “مرقس سعد” تم دفنه في الكنيسة.

وبينت مونكا أن الكنيسة تم هدمها في شهر أبريل الماضي بدون موافقة مالكي الكنيسة ورثة مرقس جرجس سعد مؤسس الكنيسة وبانيها، لافتة إلى أنها تحمل قيمة فنية نادرة كون من قام برسمها فنان مسلم، ما يجعلها تراثا ذو قيمة خاصة حتى ولو لم يمر على بناءها 100 عام حتى يتم اعتبارها كنيسة أثرية.

أما عن هدم الضريح، فكشفت مونيكا أن رخصة هدم الكنيسة تضمنت “الهدم مع الإبقاء على المدفن”، مضيفة أن مسؤولي الكنيسة تجاهلوا نص القرار وقاموا بما يشبه “الجريمة” بتحريض بعض الشباب على هدم قبور صريحة.

وأعلنت مونيكا حنا أنها بصدد مقاضاة كل من شارك في هذا العمل، من قام بهدم ضريح جدها أو من حرض عليه، لافتة إلى أن عقوبة الاعتداء على المقابر أصبحت 5 سنوات حبس، متهمة أسقف مطاي بأنه استخدم منبر الكنيسة “للتحريض وبث خطاب كراهية لمصالح شخصية” مطالبة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإصدار شجب لهذه الأفعال التي تسيء للكنيسة بشكل مباشر.

وتشير العديد من الكتابات، إلى أن الكنيسة التي هدم، كانت مبنية على طراز معماري مميز من حيث المباني ونظام الأسقف والقباب والمنارات، كما كانت مزودة برسومات زيتية دقيقة تمتعت بألوان زاهية، قام برسمها فنان مسلم -لا يعرف اسمه على وجه التحديد- كما بني حجاب الهيكل على الطراز المعماري ذاته للكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية.