اليوم العالمي للمرأة يوافق الثامن من مارس من كل عام، وهو اليوم الذي خرجت فيه الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع نيويورك في العام 1908، وكن يحملن الخبز وباقات الورود، مطالبين بتخفيض ساعات العمل ومنح النساء حق الاقتراع.
ويعرف التاريخ البعيد والقريب العديد من السيدات اللاتي أثرن بشكل كبير في ملايين البشر، سواء كانوا من معاصريهم أو من الذين أتوا من بعدهم، لكن التاريخ يعرف أيضاً نساءً اكتسبن كراهية الملايين.
واغلة.. زوجة النبي نوح
يذكر القرطبي أن زوجة النبي نوح -عليه السلام- وتدعى “والهة” أو “واغلة” كانت دائمة الاستهزاء به، إلى حد أنها أطلقت عليه لقب “المجنون” الذي ذكره القرآن في سورة القمر، حيث قال تعالى “كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ”.
امرأة نوح لم تكتف بأن أصبحت تناديه في مسكنهم بهذا الاسم فقط، بل نشرته عند بني قبيلتها والقبائل المجاورة، وكانت تنظر إليه دائماً باستحقار بسبب دعوته الجديدة، ويروي القرطبي أن زوجة نوح سألته ذات مساء: يا نوح متى ينصرك ربك هذا؟ فقال عليه السلام: إذا فار التنور. فرنت ضحكتها بتهكم وخرجت لنادي قومها وقالت: ألم أقل لكم إنه مجنون”.
امرأة لوط
لم يثبت اسم امرأة لوط عليه السلام تاريخياً، لكن في القرآن هي مذكورة إلى جانب امرأة نوح كنموذجين لسيدتين خانتا دعوة زوجيهما، حيث قال الله تعالى في سورة التحريم “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ”.
لم تؤمن امرأة لوط بزوجها وبنبوءته، وكانت تعيش معه في سدوم، لكنها خانته بعد أن أخبرت قومه عن ضيوفه على غير إرادته. وانحازت امرأة لوط إلى جانب قومها رافضة دعوة لوط فأهلكها الله تعالى مع قومها، عندما أمر الله تعالى النبي لوط (عليه السلام) بأن يخرجَ هو وأهله من تلك القرية الظالمة وأمرهم أن لا يلتفت منهم أحد لأن الله سيهلك أهل هذه القرية المجرمين، لكن عند خروجهم من القرية التفتت امرأة لوط فأهلكها الله مع قومها بكفرها وخيانتها لزوجها بنقلِ أخباره إلى قومها، فقال تعالى هنا: “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ”.
ريا وسكينة
هما شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين في مصر، حيث اشتهرتا بتكوين عصابة لخطف النساء وقتلهن من أجل السرقة ما بين عامي (1920 – 1921) ما سبب في حالة من الذعر في مدينة الإسكندرية.
نزحت الاختان من منطقة الصعيد واستقرتا في الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، ثم قامتا بتكوين العصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.
حكم عليهم بالإعدام شنقاً، ونُفذ الحكم سريعاً، وقيل إن الشعب المصري استقبل خبر إعدامهما بالتهليل والزغاريد، فيما يرى آخرون أنهما لم يستحقا عقوبة الإعدام، لأن مهمتهما كانت جلب الضحايا فقط وليس قتلهن، وأن العقوبة وقعت بسبب ظروف الدولة المصرية آنذاك، والتي كانت تريد إظهار سيطرتها للعالم، في وقت كانت مصر تحارب من أجل الاستقلال، وأن جريمة مثل هذه وتطبيق العقوبة عليها كان سيضر بقضية مصر.
ماري الدموية
ربما لم يعرف التاريخ العالمي سيدة أكثر دموية من الملكة الإنجليزية ماري الأولى، أو ماري تيودور. لقبت بماري الدموية، لأنها أعدمت أكثر من ثلاثمائة شخص حرقاً بتهمة الهرطقة، بينما تذكر بعض المصادر التاريخية أنها أعدمت الآلاف لأسباب أخرى متعددة.
فترة حكم ماري الدموية لم تزد عن 5 سنوات (من 1553 وحتى 1558)، فقد كانت الابنة الأكبر للملك هنري الثامن، عندما وصلت إلى سن الثلاثين كان أخوها الطفل إدوارد ملكاً، إلا أنه مات مسموماً عند سن الـ14. ويقال إنه أجبر على تسمية خليفته ليدي جين غراي التي تولت الحكم لمدة 9 أيام فقط، انتهت بإعدامها على يد الملكة الدموية.
أولريكه ماينهوف
لم يتوقع أحد أن تلك الألمانية الحسناء تستحوذ على لقب أخطر إرهابية في التاريخ. اسمها أولريكه ماينهوف، وتنحدر من وسط مثقف، عملت صحفية، وتزوجت من اليساري كلاوس رول الذي كان يحرر مجلة “كونكريت” اليسارية الشهيرة في الستينات والسبعينات.
أولريكه كانت بمثابة الأب الروحي لفصيل الجيش الأحمر الذي ارتكب عدداً كبيراً من العمليات الإرهابية ضد قوات الناتو والمصالح الأمريكية في أوروبا. ألقت السلطات الألمانية القبض على أولريكه، لكنها وجدت مشنوقة في زنزاتها عن عمر لم يزد عن 42 عاماً.
سوزان سميث
حازت الأمريكية سوزان سميث على لقب أسوأ أم عبر التاريخ، لأنها أغرقت طفليها (مايكل “3 أعوام” وأليكس الرضيع) في العام 1994 إرضاءً لعشيقها. حاولت سوزان خداع الجميع عندما طالبت الشرطة بالبحث عن ابنيها مدعية أنهما تعرضا للاختطاف لكن محاولتها لم تفلح، واكتشفت الشرطة خداعها.
حكمت المحكمة عليها بالسجن المؤبد مدى الحياة، بينما خرجت مطالب بإعدامها، لكنها مازالت قابعة في السجن حتى لحظة كتابة هذه السطور، بل تعرضت أكثر من مرة لعقوبات داخل السجن بسبب استمرارها في تعاطيها للمخدرات.