في مصر عدد كبير من السباقات ربما لا يعرف عنها العالم شيئاً. وعرف المصري السباقات قديماً، ومنذ أيام الحضارة الفرعونية، حيث عرفوا سباقات العجلات الحربية والحيوانات والطيور وغيرها.
إلا أن بعض من هذه السباقات استمرت حتى وقتنا الحاضر، وأصبح من يمارسها أشخاص عاديون ينتمون إلى الطبقات الوسطى والدنيا. ومن بين تلك السباقات ما نذكره في السطور التالية:
سباق الحمير
سباق الحمير من أقدم السباقات في مصر، حيث تحوي المراجع والكتب التاريخية قصة قبيلة المعازة من بني عطية التي كانت تعيش في الصعيد وبعض البلدان العربية والتي تجعل سرقة الحمار أكبر جرمًا وقصاصها أشد من سرقة أي حيوان آخر، وهذا لأن الحمار يكون الوسيلة عندهم لنقل المياه للنساء والأطفال الصغار.
ولعل أشهر سباقين للحمير نظما في الفترة الأخيرة، هما سباقي دشنا بمحافظة قنا، وأوسيم في الجيزة.
الأول حدث منذ أيام قليلة (في الأسبوع الأول من مارس 2019)، حيث نظم مجموعة من الشباب بمركز دشنا أول سباق للحمير على مستوى المحافظة بمسافة 100 متر، وذلك تحت “شعار لا للملل لا للزهق”، حيث شارك 40 شاباً في المنافسة.
وكان آخر سباق تم تسجيله في محافظة قنا في واقعة اكتشاف الخبيئة الأثرية بالأقصر منذ 137 سنة التي كانت تتبع إداريا محافظة قنا آنذاك حيث سردت الواقعة قيام عبدالرسول مكتشف الخبيئة عام 1881م بالمشاركة مع أقرانه في سباق الحمير قبل تمكن الشرطة من التحفظ على الخبيئة التي كانت تضم برديات ومومياوات ملكية .
أما السباق الآخر، فحدث العام الماضي بمشاركة 35 حماراً، وتحت شعار “السعادة في البساطة”، وأقيم في قرية البراجيل، إحدى القرى التابعة لمركز أوسيم في محافظة الجيزة. جوائزه كانت عبارة عن هواتف محمولة وقمصان، وأجولة من العلف.
سباق الكارو “الرهوان”
من يشاهد عربات الكارو المنتشرة في أحياء محافظات مصر وحواريها وأزقتها الصغيرة يدرك تمام الإدراك أنها تشبه العجلات الحربية القديمة التي استخدمها الفراعنة في حروبهم، والتي كانوا أيضاً يستخدمونها في سباقات من اختراعهم.
وسباق الكارو في مصر هواية لا يعرفها كثيرون، لكنها أصبحت شريان حياة لبعض البسطاء من أصحاب عربات الكارو التي تصنع خصيصاً لتجرها الحمير والأحصنة الذين حولوا عرباتهم الخشبية إلى وسيلة ترفيهية.
سباق الكارو ينظم أسبوعياً في منطقة “عين الصيرة” بالقهرة، ويبدأ عادة في ظلمة الليل، تجنبا لمطاردات الأجهزة الأمنية ويتم على مرحلتين، واحدة لكبار العربجية بأحصنتهم، والثانية للعربجية الصغار أصحاب الحمير.
المدهش أن عربات الكارو تسابق بعضها بعضاً بين السيارات المارة ووسائل النقل، وعادة ما تعتمد تلك السباقات على مبدأ “المراهنات”، فيما يأتي السماسرة الذين يقيمون الخيول من خلال ما يشاهدونه من قدراتها في السباق.
سباق الصقور والحمام
سباق الصقور ليس معروفاً فقط في مصر، بل في العالم العربي كله، لكن أصله فرعوني – كما تشير موسوعة سليم حسن للحضارة الفرعونية – فسباق الجوارح منافسة ابتدعها المصريون القدماء بين الصقور والعقبان، والنسور، حتى إنهم كانوا يعبدون إلها برأس صقر يدعى حورس، وبمرور الأيام اندثرت تلك العادة الفرعونية، ما جعل المسؤولين عن نادى القناص يطلقون فعالية سباق سفنكس للجوارح بنادى نقابة المحامين بمدينة السادس من أكتوبر بهدف إحياء هذه العادة القديمة.
سباق الصقور الصغيرة يمتد إلى مسافة 100 متر، أما الصقور الكبيرة فيمتد إلى 200 متر، حيث ينطلق الصقر من نقطة البداية وصاحبه يكون منتظر فى نقطة النهاية، حيث يشير له وينادي عليه بلغة مشتركة بينهما، ثم تتم مقارنة الوقت الذي يستغرقه الصقر في الوصول إلى نقطة النهاية.
أما سباقات الحمام فهي أيضاً متعددة، ولها أصول وقواعد بل لها اتحاد، وتقام مسابقات الحمام بشكل منظم غير السباقات الأخرى، فيما تقام كذلك مسابقات عربية للحمام.