تفاعل الكثيرون مع حادث رشق رأس السيناتور الأسترالي “فرازر اننينج” ببيضة، من قبل فتى لم يتجاوز عمره 17 عاماً، وذلك اعتراضاً على موقفه من حادث الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، والذي خلف عشرات الشهداء.
حادث الرشق بالبيض ليس الأول من نوعه في عالم السياسة، حيث أن وسيلة الاحتجاج بالبيض معروفة منذ فترة طويلة.
سياسياً
ويعتبر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أكثر من قُذف بالبيض، نظراً لتكرار الأمر في فترة قصيرة، حيث تعرض أثناء قيامه بإحدى الجولات في إطار حملته الانتخابية التي خسرها في 2012 للرشق بالبيض من قبل حشد من المواطنين الفرنسيين الذين أعربوا عن استيائهم منه واحتجاجهم ضد سياسته.
ووجد ساركوزي نفسه وسط فضيحة أخرى، حيث تعرض قبل افتتاح قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل في نفس العام للموقف ذاته، في مدينة بايون جنوب فرنسا، وفوجئ الرئيس بـ”استقبال حار”، اذ بدأ حشد من الجمهور برشق ساركوزي بالبيض وإطلاق الهتافات المناهضة، وحاصر المئات من المواطنين سيارة الرئيس والحراس المرافقين له، الأمر الذي أجبر ساركوزي على اللجوء إلى مقهى قريب من المكان هرباً من هجوم الجمهور.
وفي فرنسا أيضاً، وخلال العام 2017، رشق متظاهرون غاضبون المرشحة اليمينية المتطرفة للانتخابات الرئاسية الفرنسية آنذاك مارين لوبن بالبيض خلال إحدى محطات حملتها قبل ثلاثة أيام من الدورة الثانية.
وتجمع نحو 50 شخصا لدى وصول لوبن إلى شركة ملاحة في بلدة دول دي بريتاني، حيث رشقوها بالبيض هاتفين “فليخرج الفاشيون”. وتمكن حراس لوبن البالغة 48 عاما من سحبها إلى داخل مبنى الشركة.
ولم يسلم الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون من نفس الاحتجاج أيضاً، ففي خلال احدى جولاته في دولة بيرو اللاتينية، تم رشق سيارته “الفورد” بالبيض على يد مجموعة من المتظاهرين، ووقتها حاول نيكسون الخروج من الموقف بكياسة، وقال “لقد كانوا يقذفون البيض على سيارتي، ولم أكن أنا المقصود”.
كما تعرض توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق إلى الرشق بالبيض أيضاً، ولكن في دبلن، وبعد خروجه من المنصب، حيث كان في طريقه خلال العام 2010 لحفل إطلاق مذكراته والتي دافع فيها عن قرار إقحام بلاده في حرب العراق.
وفي ديسمبر 2018 رمى نائب ألباني معارض رئيس الوزراء إيدي راما بالبيض، أثناء خطاب راما بشأن إجراء حوار مع الطلبة، الذين احتجوا لمدة أسبوعين، مطالبين بخفض رسوم الدراسة، والزيادة في ميزانية التعليم، وقد قررت رئاسة البرلمان طرد هاسا وحرمانه من حضور أعمال المجلس مدة عشرة أيام.
فيما تعرضت مذيعة أوكرانية للضرب واللكم من متظاهرين أثناء قيامها ببث مباشر في أوكرانيا. وكانت المذيعة دارينا بليرا (20 عامًا)، تبث تقريرًا عن قرار القبض على جندي يقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد المتمردين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
الرياضة
وتعتبر وسيلة الاحتجاج رشقاً بالبيض مشهورة للغاية في عالم كرة القدم، ولكن آخر الأحداث الكبرى جاءت في البرازيل، حيث تعرضت حافلة منتخب السامبا البرازيلى لهجوم من قبل بعض المشجعين الغاضبين، وذلك بعد وصول بعثة الفريق إلى البرازيل عقب وداع بطولة كأس العالم 2018 من دور ربع النهائى بالخسارة أمام منتخب بلجيكا.
وقامت بعض الجماهير البرازيلية الغاضبة بقذف حافلة الفريق بالبيض وذلك بعد خروجها من المطار، معبرة عن استيائها بسبب فشل الفريق فى تحقيق لقب البطولة والخروج مبكرًا.
أما في 2015 تعرض لاعبو فريق روما الإيطالي لكرة القدم للرشق بالبيض من قبل مجموعة من جمهور الفريق، لحظة مرور حافلتهم بعد انتهائهم من العشاء السنوي الذي ينظمه النادي عشية عيد الميلاد، وأشارت صحيفة رياضية إيطالية إلى أن عشرات المشجعين انتظروا اللاعبين خارج المطعم، وعندما تركت الحافلة المرآب رشقها بعضهم بالبيض، كما وجهوا إهانات إلى اللاعبين احتجاجا على المستوى المتواضع الذي يقدمه نادي العاصمة في الموسم.
العالم العربي
عربياً، رشق شبان فلسطينيون وفداً أمريكيا يضم أعضاء في المجلس البلدي لنيويورك كان يزور الضفة الغربية المحتلة بالبيض في ديسمبر 2018، وسط غضب بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي فلسطين أيضاً رشق العشرات من المتظاهرين موكب وزير الخارجية الكندي جون بيرد بالبيض في العام 2015، خلال زيارته لمدينة رام الله، وقال عدد من المتظاهرين إنهم يحتجون على زيارة بيرد، ودعم بلاده المستمر لإسرائيل.