اسم غريب ومثير، أن تسمع بأن هناك مكتبة يطلق عليها مكتبة “الكتب المحرمة”! ولكنها ليست مبالغة، بل هي حقيقة، حيث أعلنت جامعة أجسبورج في ألمانيا، عن إتاحتها مكتبة ضخمة تضم 12 ألف كتاب، يطلق عليها مكتبة “الكتب المحرمة” للجمهور للقراءة والاطلاع.
فما قصة هذه المكتبة؟ ولماذا يطلق عليها هذا الاسم؟!
في ثلاثينيات القرن الماضي، وعندما بدأ الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر فرض سيطرته على ألمانيا، قرر هتلر إحراق كل الكتب التي أطلق عليها “غير ألمانية” لمنع الألمان من قراءتها، وبات يطارد أي شخص يحمل كتبا من تلك التي حرمها وفرض عليها الحظر، بخلاف مطاردة المؤلفين أنفسهم.
الكتب الممنوعة كانت تضم كل مؤلفات الكتاب اليهود أي كانت مجالاتها، وكذلك الكتب الاشتراكية والشيوعية، وأيضا المؤلفات التي كانت تناهض الحرب وتظهر المآسي التي تعرض لها العالم نتيجة الحرب العالمية الأولى، وأي كتب كانت تدعو للسلام وإشاعته بين الدول سواء كانت كتب فكرية أو أعمال أدبية.
وتسابق النازيون لجمع هذه الكتب وإحراقها في الميادين والساحات، ومطاردة أي شخص يحمل أي من هذه المؤلفات المحرمة، وكانت جميعها كتب أنتجت وطبعت قبل عام 1933.
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا، كان هناك مراهق يدعى جورج سالزمان، انتحر والده النازي عقب وفاة هتلر بأن أطلق النار على رأسه، فشكلت الحرب ومشاهدها ونهايتها ونهاية والده صورة لم تمح من ذاكرته.
وتقول شبكة “بي بي سي” البريطانية في تقرير مصور لها، إنه بعد انتهاء الحرب بـ40 عاما قرر سالزمان أن يقوم بجمع كل الكتب التي نجت من محرقة هتلر، والتي كان يطلق عليها اسم “الكتب المحرمة”، وبدأ منذ عام 1976 وحتى وفاته في 2013 البحث عن تلك الكتب وشرائها وجمعها، حتى استطاع أن يجمع قرابة 12 ألف كتاب طبع قبل عام 1933.
وقبل وفاته بسنوات قليلة، كان سالزمان قد اتفق مع جامعة أوجسبورج الألمانية على أن يبيعها كل الكتب التي جمعها، والتي خصصت لها الجامعة مكانا خاصا داخل مكتبتها، كتبت عليه “مكتبة الكتب المحروقة أو المحرمة”، والتي كان بعضها محترقا بشكل جزئي بالفعل بعدما نجا من وسط الحريق، إلا أن سالزمان اشترط على الجامعة أن يتم إتاحة المكتبة بأكملها للجمهور دون تفرقة وألا تخصص للباحثين فقط، وهو ما التزمت به الجامعة بالفعل.