فردوس عبدالحميد من الممثلات التي عرف عنهن الالتزام، وربما ذلك ما حجم مسيرتهن في السينما المصرية، بعد بداية واعدة في أفلام “البؤساء” و”الجنة تحت أقدام الأمهات” في السبعينات.
لفتت الأنظار بشدة في مسلسلي “حكايات ميزو” مع سمير غانم و”أبنائي الأعزاء شكرا” مع عبدالمنعم مدبولي، ما أهلها إلى العودة إلى السينما من بوابة أحد مخرجيها العظام، وهو محمد خان. شاركت فردوس مع خان في فيلمين الأول كان “طائر على الطريق” مع أحمد زكي في العام 1981، والثاني “الحريف” مع عادل إمام في العام 1984.
في الفيلمين، قصة طريفة عن رفض فردوس تقبيل نجمي الفيلمين، بل نجمي السينما في هذا الوقت، أحمد زكي وعادي إمام في مشاهد من ضمن مشاهد الفيلم.
تحكي فردوس عن قبلة “طائر على الطريق” لبرنامج “المشهد” والذي تقدمه جيزال خوري على قناة “بي بي سي عربية” إنها ترفض بشدة مبدأ أن يقبلها ممثل، وهو الأمر الذي وضعته شرطاً في كل أعمالها الأولى، بل أنها كانت عادة ما تخبر المخرجين أنها لن تستطيع فعل ذلك.
“وبالفعل أخبرت محمد خان أنني لن أستطيع أن أقبل أحمد زكي في مشهد بالفيلم، لكنه عندما جاء يوم تصوير المشهد أصر خان على القبلة، فرفضت بشدة، ما أثار غضبه وغضب أحمد زكي كذلك، وذكرتهما بأنني أخبرتهم بالأمر قبل بداية تصوير الفيلم، لكنهما أقنعاني بأن القبلة ضرورية للغاية في سياق الفيلم”، تقول فردوس.
لم ترضخ الممثلة القديرة لهذا الأمر، ووصل الأطراف إلى حل وسط، حيث أظهرت زاوية تصوير الكاميرا أن أحمد زكي بالفعل يُقبّل فردوس، ولكن ذلك لم يحدث، ومر الأمر بسلام.
وفيلم “طائر على الطريق” يعود إلى عام 1981، ومن تأليف السيناريست الكبير بشير الديك، ويحكي قصة “فارس” أو أحمد زكي، الذي يعمل سائقاً على سيارات الأقاليم، حيث يرتبط بقصة حب بريئة مع “عصمت” أو آثار الحكيم، التي تعمل في محل لبيع الملابس الجاهزة، ويطلب “إسماعيل” السائق الخاص للثري العجوز “جاد” أو فريد شوقي، أن يقود “فارس” سيارة “جاد”، حيث أن “إسماعيل” يشعر بالإنهاك.
يتعرف “فارس” على “فوزية” والتي جسدتها فردوس عبدالحميد، حيث يقوم بتوصيلها هي وزوجها العجوز المريض إلى المزرعة التي يمتلكها فى فايد، ويعرف السائق أن “فوزية” تعانى من حياتها مع “جاد” بعد أن توجته خوفاً على والدها من نفوذه، يتعاطف “فارس” مع “فوزية”، إذ تتولد قصة حب بينهما.
تتزوج “عصمت” من شخص آخر بعد أن تتأكد من تعلق “فارس” بـ”فوزية”، والذين يتفقان على الزواج بعد أن تحاول مع “جاد” أن يمنحها الطلاق، لكنه يرفض. وعندما يكتشف “جاد” أن زوجته حامل يتأكد من خيانتها له، فيتصل “فارس” تليفونياً بـ”فوزية” ويشعر أنها في خطر.
يحاول “جاد” قتل زوجته لكنها تهرب منه، ويسرع “فارس” بسيارته للذهاب إلى “فوزية” ويكاد أن يموت في حادث على الطريق، حين دهمته شاحنة ظهرت أمامه فجأة، فاندفع وسط الرمال وخرج من السيارة إلى الصحراء شاردًا.
بعد ثلاثة أعوام استعان خان بفردوس من جديد في فيلم “الحريف”، وكان يعلم مبدأ فردوس، لكنه أصر أيضاً على تواجدها في الفيلم، رغم احتواء أحد مشاهده على قبلة بين الزعيم وفردوس، لكن خان كان حصيفا هذه المرة، ولم يحدث صدام، فاكتفى المخرج باقتراب بين إمام وفردوس، في مشهد كان يحاول فيه بطل الفيلم التقرب من زوجته السابقة.
فيلم “الحريف” أخرجه خان عن سيناريو بشير الديك أيضاً في العام 1984، حيث يجسد قصة “فارس” أو عادل إمام الذي يعمل بمصنع أحذية ويقيم بغرفةٍ على سطح أحد المنازل بعد أن انفصل عن زوجته “دلال” أو فردوس عبدالحميد بسبب اعتدائه عليها مرارًا بالضرب.
يهوى “فارس” ممارسة كرة القدم (الشراب) في الشوارع والساحات الشعبية مقابل المراهنات، ما يعرضه للفصل من عمله لإهماله الشديد. يحاول “فارس” العودة لزوجته “دلال” لكنها ترفض.